وصف احمد السنوسي، المعروف ب"بزيز" المنع الذي تعرض له طاقم من قناة "فرانس24" مساء اليوم من قبل سلطات الرباط ب"القرار التعسفي"، مشيرا الى ان طاقم القناة كان بصدد تصوير حلقة من برنامج اعتاد تصويره بالمغرب، ليفاجأ اليوم ب"منع تعسفي وبطريقة "فجة"، على حد تعبيره. واعتبر المتحدث ذاته ان السلطات أعطت رسالة بان "الحرية فوق الورقة والمنع فالزنقة"! ما قصة المنع الذي تعرض له طاقم "فرانس 24″ اليوم خلال تصويره لأحد البرامج الذي كنت ضيفا فيه؟ تلقيت دعوة من الصحافي جمال بودمة، الذي يعمل رئيساً للتحرير بقناة "فرانس24″ للمشاركة في برنامج "حديث العواصم"، الذي خصص حلقته لموضوع "السخرية في المغرب"، حيث قام باستدعائي كضيف الى جانب رسام الكاريكاتير خالد كدار والصحافية سناء العاجي لمناقشة الموضوع، ومن تم الحديث عن السلطة وعلاقتها بالكاريكاتير، وذلك على خلفية الجدل الكبير الذي أثارته قضية الرسومات التي تنشرها صحيفة "شارلي ايبدو" الساخرة. غير اننا فوجئنا بباشا حسان يدخل علينا بطريقة غريبة بالفندق الذي احتضن التصوير، وهو "دار الضيافة" بالرباط، لتتحول "الضيافة" الى حجز! ما الذي طلب الباشا لحظة وصوله؟ لابد من الإشارة الى انه اقتحم المكان بطريقة مستفزة، بحيث كان برفقة ستة اشخاص من معاونيه فيما سيارات اخرى تنتظر خارج الفندق. وقد اثار ذلك انتباه زبائن الفندق الذين بقوا يتابعون باستغراب ما يجري ويدور. وصار يطلب منا بطاقاتنا الوطنية كما لو كنا عناصر إجرامية! بعض العناصر التي كانت هناك قالت بانه تم احتجازكم، هل هذا صحيح؟ لقد طوقوا الفندق ومنعونا من الخروج، وهم بالفعل احتجزونا. كم دامت مدة "الحجز"؟ نحن وصلنا الفندق في حوالي الساعة الثانية ونصف وخصصوا زهاء ساعة للتصوير، ومباشرة بعد ذلك حاصرونا، ومنعونا من الخروج، وظلوا يصرخون "حتى واحد ما يخرج! ارو البطائق! والتسجيلات!". سلطات الرباط قالت ان الفريق لم يكن يتوفر على ترخيص؟ هذا غير صحيح، وجمال بودمة اتصل بوزير الاتصال مصطفى الخلفي وكان يعرف بالامر. لماذا كان المنع إذن؟ ربما موضوع الحلقة هو السبب، لكنهم تعاملوا معنا بطريقة غير لائقة. وهل اخذوا التسجيل في النهاية؟ نعم أخذوه، وهذا مؤسف لان المنع لم يعد يطالني شخصيا في الداخل فقط بل في الخارج! وما وقع اليوم يؤكد ان من يروج الى ان كتابات بعض الصحافيين تسيء للبلاد في الخارج واهم حدا، لان ما يسيء للبلاد هو مثل هذه التصرفات.