يبدو أن سكان الحي المحمدي التابع لجماعة رأس الماء بنواحي الناظور، عازمون على مواصلة احتجاجاتهم واعتصامهم المفتوح الذي انخرطوا فيه منذ أيام بأراضيهم الفلاحية التي يقولون إن "مشروعا للوادي الحار سيخترقها"، وهو ما يرفضونه على اعتبار أنه لم تتم استشارتهم أثناء التحضير لإنجاز المشروع كما لم يتم تعويضهم على الأضرار التي ستحدثها الأشغال التي ستنجز. وكشف محمد درقاوي، الناشط بحركة شباب رأس الماء، في تصريح ل"اليوم24″ أن المشروع يشكل تهديدا للبيئة والسياحة في المنطقة، ف"بالرغم من أن المياه العادمة التي سينقلها الواد ستتم تصفيتها قبل التخلص منها إلا أن التخلص من تلك المياه يشكل خطرا على مصب ملوية المصنف كمحمية عالمية" يقول المتحدث في تصريحه ل"اليوم24″. في السياق نفسه قال محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، إنه وإلى حدود الآن لم يتم التأكد فيما إذا كانت للمشروع أضرار بيئية مشيرا إلى عقد مائدة مستديرة ستجمع الساكنة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب لمعرفة ما إذا كانت هناك آثار سلبية للمشروع. من جهته وصف نور الدين الدحماني، المدير الجهوي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، المشروع الذي يعتزم المكتب إنجازه بشراكة مع جماعة رأس الماء ب"مثالي"، مؤكدا انه "سينقذ المدينة من خطر كبير يهددها". وأوضح الدحماني في تصريح ل"اليوم24″ أن الأبحاث التي أجراها المكتب وقفت على وضعية "كارثية" بالمدينة مشيرا إلى أنه غالبا ما تتلوث مياه الآبار المنتشرة في المساكن بالمياه العادمة المتجمعة في المطامير. وكشف المصدر نفسه أن المشروع الذي سيكلف 91 مليون درهم، سيشمل مدينة رأس الماء بكاملها التي تفتقد إلى حدود الساعة إلى شبكة لصرف المياه، موضحا أن المكتب أنجز دراسة للتأثيرات البيئية، نافيا ما تم تداوله بشأن الأضرار المحتملة للمشروع، ومؤكدا أن المياه التي سيتم تجميعها ستتم تصفيتها بتقنيات متطورة قبل التخلص منها في نهر ملوية، أكثر من ذلك ولتأكيده على أن المياه لن تكون ملوثة أكد الدحماني أن الماء المصفى يمكن استهلاكه واستعماله للشرب أيضا مع معالجة إضافية بسيطة.