تبدأ محاكمة مواطنين جزائريين اثنين في تطوان، على ذمة لائحة تهم تتعلق بأحداث 15 سبتمبر عندما حاول الآلاف من الشبان في هجرة جماعية مُعلنة ومنسقة، العبور عنوة إلى سبتة الأحد الفائت. أول هذين الجزائريين سيدة كانت قدمت تصريحات إلى وسائل الإعلام في خضم محاولات الاقتحام إلى سبتة، وقد أوقفها الدرك الملكي في بلدة بيليونيش، وبمعيتها فتاتان مغربيتان، ولقد اعتبرت مساهما في الهجرة غير النظامية. وأحال قاض للتحقيق في المحكمة الابتدائية بتطوان، هذه السيدة على السجن المحلي بهذه المدينة، حيث لوحقت بتهم تتعلق بالتحريض على الهجرة غير القانونية، وتقديم تصريحات كاذبة لدى الضابطة القضائية بين تهم أخرى. أما المواطن الجزائري الثاني، فهو لاعب كرة قدم كان يلعب في ناد محلي في بلاده، ولديه تجربة للاحتراف في ناد بالإمارات العربية المتحدة، وأيضا في ليبيا وتركيا. وبحسب مصادر مقربة من التحقيق، فقد كان هذا الرجل يسعى إلى الهجرة إلى أوربا بحثا عن موطئ قدم في اللعبة هناك، حيث يمكنه التوسع في مطامح الاحتراف. توقفت هذه الطموحات مؤقتا، مع إيقافه من لدن السلطات المغربية إثر ضبط صلته بصفحة على وسائل التواصل الاجتماعي تحث على تنفيذ هجوم على السياج الحدودي مع سبتة. ويلاحق القضاء المغربي 152 شخصا بسبب دعوات تحرض على الهجرة غير القانونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نتج عنها نزوح آلاف الشباب والقصر نحو جيب سبتة الأحد الفائت، وفق ما أعلنت الحكومة الخميس. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي « في إطار محاربة دعوات التحريض على الهجرة السرية تم تقديم 152 شخصا أمام أنظار العدالة». وأضاف ردا على أسئلة حول محاولات الهجرة المكثفة «نأسف لما حدث... للأسف يتم تحريض بعض الشباب من طرف جهات غير معروفة عبر استغلال مواقع التواصل الاجتماعي». وصدت الشرطة المغربية الأحد آلاف الأشخاص الذين كانوا يحاولون الوصول إلى سبتة انطلاقا من مدينة الفنيدق المتاخمة للحدود في شمال البلاد، بعد انتشار منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تحرض على ذلك. وأوضح بايتاس أن «عدد الأشخاص الذين حاولوا الهجرة بشكل غير قانوني يناهز 3 آلاف»، مؤكدا « تم إفشال كل المحاولات».