تتواصل ردود الفعل المنتقدة داخل حزب العدالة والتنمية إزاء ما ورد في بيان الأمانة العامة، الصادر أمس الأحد، حول الربط بين "المعاصي السياسية"، والزلزال المدمر الذي ضرب مناطق بوسط المغرب. خالد الصمدي، الوزير السابق باسم الحزب، علّق على البيان بتدوينة دعا فيها قيادة حزبه إلى عدم حشر أنفسهم "بين الله وعباده في حكمته ومقصده من ابتلائه لعباده بلا حجة ولا برهان". وجاء في الفقرة المثيرة للجدل بهذا البيان، في سياق الحديث عن الزلزال "الصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي". وأضاف البيان "السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها…" ويرى الصمدي أن الله "وحده سبحانه الذي يكشف في كل صورة من صور الابتلاء عن مقصدها حين يشاء كما ورد ذلك في عدد من قصص القرآن". وأوضح بأن سنة الابتلاء في القرآن الكريم تدور في الذكر الحكيم بين ثنائيات واحتمالات، ولا مجال فيها للقطع والجزم والثبات". وأشار إلى أنها "قد تكون بالشر كما قد تكون بالخير، لقوله تعالى "ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون". كما أنّها "محفوفة بالاحتمال والظن لقوله تعالى "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون". وأيضا ربط الله الابتلاء في حالتيه بالصبر والشكر، لقوله تعالى "وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور". وتابع "وقد وضع الله تعالى سنة الابتلاء في هذه الدائرة من الثنائيات والاحتمالات وحجب عن الإنسان غايتها ومقصدها لحكمة أرادها ليعيش الإنسان على التفاؤل والأمل بين الخوف والرجاء والمعصية والتوبة والغفران".