ووجه كل المحامين المشكلين لهيئة الدفاع انتقادات لاذعة للمحكمة حول توقيف عدد كبير من الوافدين الى المحكمة لحضور الجلسة وعدم السماح لهم بالولوج الى القاعة حيث تمر اطوار المحاكمة، وطالبت هيئة الدفاع من رئيس المحكمة ان يلقي نظرة خلف اسوار المحكمة ليرى العديد من الناس يحتجون على منعهم من الدخول. وفي جديد التحقيقات التي توصلت إليها هيئة الدفاع، أن المحضر المحرر الذي يحمل أقوال معاذ حرر وفق جهة ما، وانه يحمل أقوالا لم ينطق بها معاذ وان هذا الأخير التزم الصمت عند الضابطة القضائية وطالب حضور المحامي، والتمست الهيئة ضرورة استدعاء كل من الضابط كاتب المحضر والطبيب الذي زود الشرطي بالشهادة الطبية. وخلال الجلسة طالبت هيئة الدفاع خمسة دقائق كوقت مستقطع للتتشاور بينها، وبدوره طالب "الحاقد" القاضي بالانضمام إلى محاميه، إلا أن القاضي سمح للهيئة بالتشاور ولم يسمح لموكلهم معاذ بالانضمام إليهم رغم إلحاحه وتشبثه بالأمر، فما كان منه إلا مقاطعة الجلسة وعدم الولوج إليها بعد مرور خمسة دقائق ومنه أعلن القاضي تأخير الملف إلى يوم غد الخميس. وصرح محمد المسعودي محامي معاذ ل "اليوم24" انه كان جاهزا رفقة محامي هيئة الدفاع للترافع من اجل حكم البراءة وإطلاق الصراح عبر تقديم جميع الدفوع الشكلية المرتبطة بالاخلالات التي عرفتها محاضر الضابطة القضائية وبطلان هذه المحاضر،غير أن قرار "الحاقد" غير مجريات الأحداث، مضيفا " تفاجئنا بقرار معاذ انه يمتنع عن حضور الجلسة ولا نعلم أسباب امتناعه وموجبات هذا القرار هل هو شكل احتجاجي على عدم السماح له بالانضمام إلينا أثناء التشاور، أم انه مرض في أخر لحظة أم تعرض لعنف، و التمسنا من المحكمة ان تمنحنا جزء من الوقت للتخابر مع موكلينا لمعرفة اسباب والدوافع لامتناعه عن الحضور وما كان للمحكمة إلا أن تصدر قرارها بتأخير الملف إلى يوم الخميس،ونحن كدفاع سنقوم بالتخابر مع معاذ يوم غد لمعرفة أسباب التي جعلته لا يمثل أمام القاضي" وقال حسن الطاس محامي في هيئة دفاع معاذ ، أن جلسة الأمس انعقدت في ظروف جد متوترة ،اثر سلطة المحكمة التي تقتصر فقط على قاعة المحكمة ولا تتعدى خارج ردهات الجلسة، واصفا إياها بنوع من تقزيم دور القاضي، قائلا "رئيس الجلسة هو الذي يبسط سلطته على جميع ردهات المحكمة وليس القاعة فقط لان الجلسة العلنية تنص عليها المادة 300 من القانون واذا لم تتوفر العلنية في الجلسة تعتبر الجلسة باطلة،وهذا هو النص الذي نشبت به الدفاع حتى يمكن الاستمرار في سرد الدفوعات الشكلية في نطاق القانون" وأضاف الطاس "تعاملت المحكمة مع الدفاع بنوع من الاستفزاز وهذا ما خلق جوا من التو ثر بين الدفاع والمحكمة وفي نفس الوقت انعكس كل هذا على موكلنا الذي اعتبر انه يحاكم بطريقة استثنائية، وعدم مثوله أمام القاضي يعتبر احتجاجا على حرمانه من التخابر مع دفاعه والتنسيق معهم فيما يمكن ان يصدر عنه من موقف بخصوص هاته المحاكمة الغير علنية على خلاف ما يقضي فيه القانون، كما أن رئيس الجلسة خلق جوا من الاستفزاز ومقاطعة الدفاع ومحاولة جره إلى نقاش عقيم بعيد على جوهر القضية وعن طابعها السياسي " وعرفت محاكمة اليوم حضور بعد الصحفيين من منابر أجنبية لتغطية أطوار المحكمة، وكان معاذ بلغوات قد اعتقل في الثامن عشر من ماي الماضي أمام المركب الرياضي محمد الخامس أثناء استعداده للولوج من اجل مشاهدة مباراة المغرب التطواني والرجاء البيضاوي وسبق له أن تعرض للاعتقال عدة مرات، وقضى عقوبتين بالسجن النافذ،ولقيت إدانته حينها, باعتباره أحد نشطاء حركة 20 فبراير الاحتجاجية و"مغني الحركة"، تنديدا كبيرا من طرف المنظمات الحقوقية ومن بينها منظمة هيومن رايتس ووتش والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجمعية ترانسبارنسي التي منحته جائزة النزاهة لسنة 2012.