بموازاة الضجة التي أحدثتها واقعة إقدام رئيس مصلحة المنح الجامعية بوزارة التعليم العالي، على الانتحار صبيحة يوم الاثنين من الأسبوع الجاري، بعد أن رمى بنفسه من الطابق الرابع للعمارة التي يقطن بها بمدينة تمارة، تعيش المواقع الجامعية بمدينة فاس، حالة من الاحتقان و التوتر، ميزتها أشكال احتجاجية همت مقاطعة الدروس و المسيرات والاعتصامات، و ساقت قوات الأمن إلى إعلان حالة استنفار بين عناصرها بمداخل الكليات و مقر رئاسة الجامعة، نتيجة تفجر موجة احتجاجات عارمة، قادها الطلبة القاعديون و طلبة العدل و الإحسان ، كل في موقعه، احتجاجا كما يقولون عن عدم توصلهم بمنحهم الدراسية الخاصة بالطور الثاني، و التي تأخرت عن موعدها لأزيد من شهر. و كشف مصدر طلابي، أن الاحتجاجات ستعم باقي المدن الجامعية، فيما خرج الطلبة العدليون، مساء أول أمس الثلاثاء، في مسيرة احتجاجية انطلقت من الحي الجامعي بسايس، في اتجاه مقر رئاسة الجامعة بطريق ايموزار، حيث رددوا شعارات مناوئة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران و لحسن الداودي وزير التعليم العالي، كما هاجموا حكومة الإسلاميين ووصفوها بالعاجزة، و رفعوا ضدها شعار، " الحكومة العاجزة..غادي تجمع الباليزا"، و "قالوا الداودي مزيان.. و الطالب يمشي عريان"، أعقبوها بشعار رددوه لمرات عديدة، " فلوس المنحة فين مشات..سويسرا و الحفلات". من جهتهم اختار الطلبة القاعديون، الخروج في مسيرة ليلية، ليلة الاثنين – الثلاثاء، جابت الحي الجامعي سايس، و الأحياء المجاورة لإقامة الطلبة، حيث أشهرت مسيرة الطلبة التي قادها القاعديون، شيكات رمزية بدون رصيد، تخص وزارة لحسن الداودي، و التي رفعوها في إشارة منهم إلى تأخر صرف منحهم، بعدما توجه اغلبهم إلى مقر الخزينة العامة المحاذي لمقر المحكمة الابتدائية، لصرف منحهم، لكنهم فوجؤوا بجواب الخازن و المدير الجهوي للخزينة العامة، و الذي اخبرهم بعدم توصل الخزينة بالغلاف المالي المرصود لمنح الطلبة، فيما يواصل الطلبة بموقع "ظهر المهراز"، اعتصامهم بكلية العلوم، و الذي يدخل شهره الثاني، احتجاجا على لجوء الوزارة إلى إغلاق الجناح الخاص بالطلبة الذكور البالغ عددهم 950 طالبا، و ملحقة خاصة بسكن 400 طالبة بنفس الحي الجامعي، بحجة أن بنايتهما مهترئة و آيلة للسقوط.