بعد أن جرى حرمانه من كل حقوقه القانونية والأساسية، ومحاكمته بدون دفاع في أول جلسة من مثوله أمام المحكمة، والحكم عليه بسنتين ونصف سجنا نافذا، حيث سارع المحامون إلى تكليف إحدى زميلاتهم بتاونات في آخر أنفاس المدة القانونية المحددة للطعن واستئناف حكم الإدانة الصادر عن ابتدائية تاونات. وقال الناشط الحقوقي والمحامي بهيئة فاس، محمد الوزاني الشاهدي بنعبد الله، في تصريح خص به «أخبار اليوم» إن « الحكم السالب للحرية والذي يزيد عن سنتين، أثار ردود أفعال المحامين الناشطين في الواجهة الحقوقية والذين اختاروا الانتصاب للدفاع عن حقوق الشاب القابع بسجن عين عيشة بضواحي تاونات، ردا على الهجوم الذي قادته السلطات القضائية والإدارية على الحريات الفردية وحرية المعتقد، وتخلي الدولة المغربية عن التزاماتها فيما يخص المواثيق الدولية والمعاهدات الأممية التي صادق عليها المغرب، و دستور2011 القاضي بسمو المواثيق الدولية على التشريعات المحلية». وأضاف محامي فاس، أن « المحامين المتطوعين قرروا تنظيم زيارة للشاب المتهم بنشر المسيحية بتاونات، لإجراء مخابرة معه بخصوص ظروف اعتقاله الاحتياطي بسجن عين عيشة، والاتصال بالنيابة العامة بغرض الإسراع بإحالة ملفه على محكمة الاستئناف بفاس للاختصاص، علما أن المتهمين الذين يدانون ابتدائيا بعقوبات حبسية تزيد عن سنة، غالبا ما يتم تأخير تحديد جلسات محاكمتهم في المرحلة الاستئنافية إلا بعد أن يقضوا أزيد من شهرين من عقوبتهم». من جهته كشف فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في بلاغ له، أن «الجمعية توصلت بمعلومات متواترة، تحدثت عن تعنيف الشاب المدان لاعتناقه المسيحية، من طرف السجناء على خلفية إشاعة فكرة إلحاده وكفره وارتداده عن الإسلام»، وذلك خلال إيداعه سجن عين عيشة عقب الحكم عليه الاثنين ما قبل الماضي. وعلق بلاغ الجمعية على الحادث بدعوته إلى «دق ناقوس الخطر» بخصوص حيثيات الحكم الصادر عن ابتدائية تاونات وتداعياته على الاستقرار الروحي للأفراد وحرية اختيار المعتقدات و تبني التصورات والنظريات الفلسفية في الحياة، بحسب تعبير بلاغ فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاونات. وتأتي هذه التطورات، عقب دخول « أمنيستي» على الخط ولجوئها إلى إيفاد باحثة ميدانية من أصل لبناني تحمل الجنسية الفرنسية، كانت قد حضرت بداية الأسبوع الجاري إلى فاس قادمة من لندن لزيارة مدينة تاونات وتجميع كل المعطيات المتعلقة بقضية الشاب الذي اعتنق المسيحية منذ 7 سنوات قبل أن يتم اعتقاله وبحوزته كتب وأقراص مدمجة عن النصرانية ومحاكمته بتهمة «زعزعة عقيدة مسلم».