الشد والجذب متواصل بين مجموعة من الأطراف حول ما مدى إمكانية إجراء بطولة كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون مطلع السنة المقبلة، علما أن هناك فئة مع إقامة العرس الإفريقي في وقته المحدد سلفا، فبما هناك فئة أخرى تريد التأجيل إلى وقت لاحق، والرسمي غير موجود لحدود كتابة هذه الأسطر، في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القليلة المقبلة. تأجيل لمرة.. تأجيل لمرتين ! كان كأس الأمم الإفريقية مقررا إجرائه شهر يناير الماضي قبل ما يظهر فيروس كورونا الذي بعثر الأوراق في كل المجالات، وأجل كل التظاهرات بل وألغاها، ولم يجد الاتحاد الإفريقي أنذاك إلا السير مع الركب والإعلان عن تأجيل العرس الإفريقي لسنة كاملة، حفاظا على سلامة اللاعبين وأطقم المنتخبات، وكل الفئات المشاركة نظرا لأنها فوق كل اعتبار. وعادت مسألة التأجيل لتطرح من جديد مع اقتراب الكان مرة أخرى لعدة أسباب، وكأن كأس الأمم الإفريقية غير مكتوب عليه أن يجرى في الكاميرون، بعدما عوضتها مصر في النسخة الماضية لعدم الجاهزية، ومنعها الفيروس من الاستضافة سنة 2021، وهاهي تجد نفسها في موقف محرج مرة أخرى بالرغم من تشبث قائد اتحادها لكرة القدم صامويل إيتو بقيامه، رغم كل العقبات التي قد تواجهه.
الأندية الأوروبية مثل "أخ كبير" عارضت رابطة الأندية الأوربية بقوة إقامة كأس الأمم الإفريقية في الموعد المحدد له سلفا مطلع السنة المقبلة، بحجة الخوف على لاعبيها من الفيروس والحجر الصحي الذي قد يدخلون فيه بعد العودة، ما جعلها تضغط على الكاف، والفيفا بغية تأجيل كأس الأمم الإفريقية، في ظل انتشار المتحور الجديد لفيروس "كورونا"، المعروف ب"أوميكرون". وسارت الأندية الإنجليزية على الخصوص في نفس نهج الرابطة، بعدما مارس مدربو الفرق الضغط على الجهات المسؤولة، من أجل إلغاء البطولة، نظرا إلى تخوفهم من فقدان خدمات لاعبيهم، الذين سيضطرون، بعد نهاية المنافسة، إلى الخضوع للعزل الصحي، يمتد إلى عدة أيام، قبل الدخول إلى إنجلترا.
كبير الفيفا يدفع إلى التأجيل يعتبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو من بين المعارضين لإقامة كأس الأمم الإفريقية في موعده المحدد سلفا، كون أن المسابقة لا تدخل ضمن أوقات التوقف الدولي الخاصة باتحاده، كما أنه يعتبر البطولة الإفريقية من البطولات الصغيرة، ما جعله يبرمج كأس العالم للأندية في الوقت الذي سيجرى فيه العرس الإفريقي، ليتأكد للكل أن إنفانتينو يسعى لقبر كأس إفريقيا. ويضغط إنفانتينو بقوة على الاتحاد الإفريقي بغية تأجيل كأس الأمم الإفريقية إلى وقت لاحق مستعملا السنغالية فاطمة سامورا، المفوضة السابقة من الفيفا للإشراف على الكاف، والتي أصبحت الورقة التي يضغط بها إنفانتينو على مسؤولي الكاف من أجل الانصياع لرغبته في تأجيل البطولة، بحسب ما جاء في تقرير لموقع كووورة. وحسب التقرير ذاته، كانت سامورا من قبل، اليد الباطشة لإنفانتينو، عندما نفذت مخططه في الإطاحة بالملغاشي أحمد أحمد، من مقعد رئاسة الكاف، بعدما أثار غضب رئيس الفيفا، لتعود إلى المشهد من جديد في مهمة أخرى. واجتمعت سامورا برئيس الكاف باتريس موتسيبي وبحضور أنفانتينو، لتتقدم بطلب رسمي من أجل تأجيل الكان، مؤكدة على حجم الصعوبات التي تعترض تنظيم البطولة، خلال الفترة من 9 يناير وحتى 8 فبراير المقبلين، ما سيتكبد الكاف خسائر مالية ضخمة، حسب تقرير كوورة دائما. وتابع التقرير عينه، أن سامورا تلعب، دورا مهما في لعبة توجيه بوصلة الكان، نحو رغبات الفيفا بالتأجيل أو الترحيل لعام 2023 مع احتفاظ الكاميرون بحق الاستضافة، مع إسناد نسخة 2025 إلى كوت ديفوار.
تفويض الحسم فوض المكتب المديري للاتحاد الإفريقي لكرة القدم لرئيس الاتحاد باتريس موتسيبي للحسم في مصير إقامة كأس الأمم الإفريقية في موعده المحدد أو تأجيله إلى وقت لاحق، وذلك بالسفر إلى الكاميرون قبل الحسم في القرار النهائي الذي سيصدر الأربعاء المقبل. وأكد مصدر ب"الكاف" لصحفيين، بأن أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم رفضوا بالإجماع التصويت على قرار تأجيل كأس الأمم الإفريقية في الكاميرون. وشدد مصدر في "كاف" في تصريحاته ليلا كورة، على ضرورة إجراء تواصل مع الكاميرون الدولة المنظمة بشأن هذا القرار بعد تعالي الأصوات الرافضة في قارة إفريقيا من اتخاذ أي قرار قد يضر بمصالح الكرة الإفريقية ومصداقيتها أمام شعوب القارة السمراء. وأكد المصدر، أن اللجنة التنفيذية في الاتحاد الإفريقي رفضت بالإجماع تأجيل كأس الأمم، مقابل موافقة بعض الأعضاء الأفارقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم الذين رحبوا بالتأجيل لتنفيذ توصيات جياني إنفانتينو رئيس فيفا.
الكامرون لا تريد لفرصة التنظيم أن تضيع
تشبث رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم الجديد صامويل إيتو بإقامة كأس الأمم الإفريقية في موعدها المحدد، مؤكدا بأنه يجب إقامة العرس الإفريقي في وقته المحدد سلفا رغم كل العقبات. ونشر صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، في وقت سابق، تدوينة عبر صفحته الرسمية، "لقد كان لقاء رائعًا مع البروفيسور نارسيس مويل كومبي، وزير الرياضة والتربية البدنية مع تكثيف الاستعدادات لكأس إفريقيا للأمم العام المقبل". وأضاف إيتو في التدوينة ذاتها، "مع بقاء 24 يوما فقط حتى نستضيف كأس الأمم الأفريقية هنا في الكاميرون، فإن التعاون أمر أساسي". وكان وزير الصحة الكاميروني قد قال في تصريحات إعلامية: "وفقا لنتائج التحليلات التي قدمت لنا من قبل مختبر الصحة العامة الوطني ومركز باستور، فإن المتحور "أوميكرون" غير متواجد في بلادنا". واختتم: "كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم بدون فيروس كورونا مضمونة، بدأنا إعطاء اللقاح للمواطنين على مدى واسع وبشكل مجاني، ولدينا خطة متكاملة للتعامل مع الجائحة"
السيناريوهات المتوقعة تتعد السيناريوهات المحتمل وقوعها في الساعات القليلة المقبلة، إلا أن هناك ثلاثة منها الأقرب للتطبيق، حيث يعتبر الأول هو لعب البطولة في موعدها بشكل طبيعي كما هو مقرر. أما السيناريو الثاني، فهو تأجيل البطولة لمدة عام كامل، إلا أن لعبها في يناير 2023 سيكون صعبا خاصة مع نهاية كأس العالم في دجنبر 2022، ما يعني أنها من الممكن أن تقام في الكاميرون خلال شهري مارس أو أبريل 2023، مع إقامة نسخة 2025 في كوت ديفوار. فيما يتجه السيناريو الثالث، إلى طرح فكرة لعب البطولة باللاعبين المحليين، وهي الفكرة الخارجة من إدارة المسابقات في كاف، مع منح حرية مشاركة اللاعبين المحترفين لهم ولأنديتهم دون إجبار.