بات حزب الأصالة والمعاصرة بالبيضاء هو الآخر يعيش على صفيح ساخن، عشية الاستعدادات الجارية لخوض غمار الانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية في 8 شتنبر القادم، خصوصا بعد تعرضه هو الآخر لنزيف استقالات متتالية، احتجاجا على تدبير عملية الترشيحات، خلفت موجة غضب عارمة في صفوفه. ففي الوقت الذي حسم فيه "البام"، ترشيحات بعض من قيادييه البارزين في الدارالبيضاء، كالمنسق الجهوي، عبد الرحيم بنضو، الذي ينتظر أن تتم تزكيته رسميا بدائرة النواصر، وحسم ترشيح البرلماني بنجلون التويمي بدائرة الفداء مرس السلطان، وعادل البيطار، بالحي المحمدي، وحسم ترشيح أحمد بريجة بسيدي مومن، وشفيق عبد الحق، بعمالة عين الشق، وترشيح الأمين الجهوي السابق، صلاح الدين أبو الغالي بإقليم مديونة، وتجديد الثقة في محمد جبيل وكيلا للائحة بعمالة مولاي رشيد، وترشيح رئيس فريق الوداد البيضاوي سعيد الناصيري في دائرة بنمسيك سيدي عثمان، ما زال صراع الترشيحات قائما ب"البام" في دائرة الحي الحسني، ولم يحسم بعد في تزكية عبد القادر بودراع بالحي الحسني بشكل نهائي، على الرغم من تأكيدات سابقة لسمير كودار، عضو اللجنة الوطنية للانتخابات، وعضو المكتب السياسي للحزب، التي قال فيها "إن الحزب حسم في الأسماء التي ستخوض الاستحقاقات المقبلة"، نافيا "أن يكون هناك أي خلاف بخصوص أحد المرشحين"، مؤكدا قبل مدة أن "الحزب أعاد وضع ثقته في عبد القادر بودراع البرلماني عن عمالة الحي الحسني، مسجلا أن الحزب جدد ثقته في برلمانييه بالدار البيضاء، وأن قرار اللجنة الوطنية للانتخابات نهائي ولا رجعة فيه". لكن على ما يبدو، فإن عبد القادر بودراع الأمين الإقليمي للحزب بالحي الحسني، بات يواجه منافسة شرسة من كاتب مجلس، جهة البيضاء- سطات، صلاح الدين شنكيط، الذي يريد الظفر بتزكية البرلمان في الاستحقاقات القادمة. في سياق متصل بدأ نزيف الاستقالات احتجاجا على الترشيحات، يعرف طريقه إلى حزب الأصالة والمعاصرة بالبيضاء، بعد أن قرر أبرز مستشاري الحزب في مجلس مدينة البيضاء حسن أقفيش، تقديم استقالته من الحزب، احتجاجا على إقدام مصطفى جداد، مرشح الحزب للبرلمان، على الاتيان بمرشح آخر من حزب الاتحاد الدستوري، لتزكيته وكيلا للائحة الجرار، في الانتخابات الجماعية بمقاطعة بن امسيك. * وعلى الرغم من تشبث الأمانة الجهوية ل"البام"، بأقفيش، فقد أصر على وضع استقالته رسميا عن طريق مفوض قضائي، معلنا فيها "رسميا فك ارتباطه واستقالته الرسمية من حزب الأصالة والمعاصرة"، قائلا في رسالة استقالته التي وجهها لعبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، "بعد نضالنا الطويل الذي بدأ منذ نشأة الحزب سنة 2008 لغاية الآن، قررنا الانفصال لعدة أسباب منها، استقطاب الحزب لوجوه خارج مناضلي الحزب الحقيقيين" وأضاف اقفيش، موضحا "ولأنني أحترم نفسي وأحترم العهد الذي أعطيته لساكنة ابن امسيك التي أحاطتني طيلة سنوات بثقة ووفاء، ولهذه الأسباب ولأنه ما خفي كان أعظم، أعلن استقالتي الرسمية من الحزب". إلى ذلك، يعيش حزب الأصالة والمعاصرة بالدار البيضاء على وقع خلافات حادة بين أعضائه، قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وبات يتطلب من قيادة الحزب التحرك سريعا لتطويق تفاعلاته عشية الاستحقاقات القادمة التي باتت على الأبواب.