توج الرجاء الرياضي بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية للمرة الثالثة في تاريخه، عقب فوزه قبل لحظات على نظيره شبيبة القبائل الجزائري بهدفين لهدف، في نهائي المسابقة الذي جرى أطواره على أرضية ملعب الصداقة بكوتونو البينينية. ودخل الرجاء الرياضي الجولة الأولى من اللقاء بدون مقدمات، بعدما تمكن من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة الخامسة عن طريق سفيان رحيمي، حيث احتاج الحكم الجنوب إفريقي فيكتور غوميز لثلاث دقائق من أجل احتساب الهدف، بعد التأكد من صحته من حكام الفار. وحاول شبيبة القبائل الجزائري الدخول في المباراة، إلا أن النسق العالي الذي اختار النسور اللعب به حال دون ذلك، ما جعله يرتكب عدة أخطاء في الدفاع، كاد أبناء لسعد جردة الشابي أن يستغلونها أحسن استغلال، لولا التسرع الذي سيطر على عبد الإله الحافيظي، ومحمود بنحليب، في محاولاتهم التي كانت تفتقد للدقة في اللمسة الأخيرة. واستمر الرجاء في ضغطه العالي، حيث تمكن من زيارة الشباك للمرة الثانية بعد عدة محاولات في الدقيقة 14 بقدم لاعبه بين مالانغو، هدف ثاني أخرج الشبيبة من قوقعته الدفاعية بحثا عن تقليص الفارق قبل نهاية الجولة الأولى، إلا أن كل فرصه باءت بالفشل، فيما تفنن لاعبو الرجاء في إهدار الفرص، لينتهي الشوط الأول بتقدم النسور بهدفين نظيفين. واختلفت بداية الجولة الثانية عن سابقتها، بعدما انتقلت السيطرة لفريق شبيبة القبائل، الذي تمكن من الوصول إلى شباك الزنيتي في الدقيقة 46 عن طريق زكرياء بولحية، هدف جعل الرجاء يكثف من هجماته لتسجيل الثالث ومحاولة حسم النتيجة، قبل استفاقة الشبيبة الذي سينزل بكل ثقله بحثا عن التعديل. واستمر شبيبة القبائل في ضغطه بغية إدراك التعادل، ما اضطر الرجاء يعود للوراء لتأمين دفاعه خوفا من تلقي هدفا قد يبعثر أوراق الشابي، الذي أكد في تصريحاته قبل المباراة، أن اللقاء سيكون صعبا للغاية على الطرفين، وأن الكأس سيكون رجاويا، إلا أن طموح لسعد جردة اصطدم برعونة الشبيبة، الذي حاول جاهدا لزيارة شباك الزنيتي للمرة الثانية. وزادت متاعب الرجاء في الدقيقة 62 بعد طرد لاعبه عمر العرجون، ما جعله يعود مضطرا أكثر من أي وقت سابق للوراء، تاركا المبادرة للفريق الجزائري الذي اختار مدربه إقحام لاعبين آخرين في مركز الهجوم بغية الضغط على الدفاع الرجاوي، الذي بدى متماسكا رفقة حارسه أنس الزنيتي إلى حدود منتصف الجولة الثانية. وكاد الرجاء أن يضيف الهدف الثالث في الدقيقة 72 عن طريق البديل نغوما، لولا التدخل الجيد لحارس الفريق الجزائري الذي أبعد الكرة إلى بر الأمان، فيما ظل شبيبة القبائل يضغط بكل إمكانياته لإدراك التعادل، والمرور باللقاء إلى الأشواط الإضافية على الأقل، إلا أن الرجاء كان له رأي آخر، بعدما تمكن من السير بالمباراة إلى النهاية في أشواطها الأصلية، بفوزه بهدفين لهدف وتتويجه باللقب للمرة الثالثة في تاريخه، بعد الأول سنة 2003، والثاني عام 2018 على حساب فيتا كلوب الكونغولي.