شكك إسلاميو الجارة الشرقية الجزائر، في شفافية الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد نهاية الأسبوع الماضي، والتي أفرزتهم ثالث الناجحين فيها، متحدثين عن وجود تجاوزات خطيرة قالوا إنها أثرت على النتائج. ورحبت حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، اليوم الأربعاء، بالنتائج التي حققتها في الانتخابات التشريعية التي جرت السبت، وشهدت نسبة مشاركة ضعيفة. وأكدت أنها ستدرس كل العروض في ما يخص تشكيل الحكومة. وقال رئيس الحركة عبد الرزاق مقري في مؤتمر صحافي "نحن سعداء جدا بهذا النجاح. هذه نتائج تاريخية، رغم التجاوزات الخطيرة التي سجلناها، والتي أثرت على النتائج". لكن مقري اعتبر أن "رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بريء مما وقع، كما لا نتهم رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، لأنه لا يملك الأدوات لمعرفة ما يحدث في كل الولايات". وعددت الحركة بعض التجاوزات مثل عدم حصولها على محاضر نتائج التصويت، وعدم تمكنها من مراقبة كل مكاتب الاقتراع، إضافة إلى سوء فهم القانون في عملية حساب الأوراق البيضاء، كما حدث في العاصمة. وحصل حزب جبهة التحرير الوطني في الانتخابات التي قاطعها الحراك وجزء من المعارضة على 105 مقاعد من أصل 407، تلته حركة مجتمع السلم ب 64 مقعدا ثم التجمع الوطني الديمقراطي حليف جبهة التحرير في الحكم ب 57 مقعدا، أما المستقلون فحصدوا 78 مقعدا. وتأسف مقري، الذي سبق أن أعلن أنه "جاهز لحكم البلاد"، لعدم حصول الحركة على الأغلبية لتنفيذ "إجراءات تهدئة أولها، إطلاق سراح المعتقلين وتحرير وسائل الإعلام واستقلال القضاء، وحرية تأسيس الأحزاب والجمعيات، وفتح حوار وطني مع كل مكونات الساحة السياسية، حتى مع من لم يشارك في الانتخابات"، وقال "نتجه لبناء عقد وطني جامع تنتج عنه حكومة وحدة وطنية بتنمية البلاد". يشار إلى أن نسبة المشاركة التي كانت الرهان الرئيسي في هذا الاقتراع، لم تتعد 23%، وهي الأدنى في تاريخ الانتخابات الجزائرية، ليس فقط على صعيد الانتخابات التشريعية، بل على صعيد الانتخابات عموما، بحسب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. وعزا رئيس حركة مجتمع السلم عزوف الناخبين عن المشاركة في الاقتراع إلى "التزوير الذي عرفته الانتخابات في السابق، وإلى الصورة السيئة التي رسمها النظام عن نواب البرلمان". من جهته، قلل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من قيمة الأخبار المتداولة، وقال إن نسبة المشاركة "لا تهم". وأضاف تبون أنه "سبق أن قلت إنه بالنسبة لي، فإن نسبة المشاركة لا تهم، ما يهمني أن من يصوت عليهم الشعب لديهم الشرعية الكافية لأخذ زمام السلطة التشريعية"، وتابع: "رغم ذلك، أنا متفائل من خلال ما شاهدته في التلفزيون الوطني أن هناك إقبالا، خصوصا لدى الشباب، والنساء. أنا متفائل خيرا".