افتتحت السنغال، اليوم الاثنين، قنصلية عامة لها في مدينة الداخلة، لتكون بذلك القنصلية 21 في الأقاليم الجنوبية، وسط احتفاء خاص من الجالية السنغالية، المقيمة في هذه الأقاليم. وشارك وفد سنغالي، تقوده وزيرة الخارجية، أيساتا تال سال، في افتتاح قنصلية الداخلة، إلى جانب عدد من المسؤولين المغاربة، على رأسهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ناصر بوريطة. وافتتاح القنصلية السنغالية في مدينة الداخلة، يأتي بعد الدعم، الذي عبر عنه الرئيس السنغالي تجاه المغرب خلال أزمة معبر الكركرات، وإشادته بالتدخل المغربي لإعادة الحركة الطبيعية في المعبر الحدودي مع مرريتانيا، حيث كان قد وجه رسالة إلى الملك محمد السادس، عبر فيها عن دعمه للمغرب "في الدفاع عن حقوقه المشروعة"، وأشاد فيها ب"حس الرزانة، وضبط النفس، الذي أبانت عنه المملكة". وافتتحت السينغال اليوم، قنصليتها في الداخلة، بعد أشهر قليلة من تعيين حكومة جديدة لها، أدخل فيها الرئيس ماكي صال المعارضة والشباب، وعين فيها المعارضة السابقة، أيساتا تال سال، وزيرة للخارجية، إلا أن السياسة الخارجية للبلاد لم تتغير، إذ حافظ فيها على خارطة توازناته، وسياسته الخارجية، كراهنة على قنصليتها في الداخلة، لفتح أبواب التواصل مع جاليتها الكبيرة، التي تعيش في الأقاليم الجنوبية، أو تعبرها نحو موريتانيا. وأصبحت السنغال، اليوم، الدولة الواحدة والعشرين، التي تنشئ قنصلية لها في صحراء المغرب، حيث افتتحت في مدينتي العيونوالداخلة قنصليات لدول من إفريقيا، والخليج، وأميركا، والكاريبي. والداخلة بدأت تنافس العيون في أعداد القنصليات الأجنبية، التي تحتضنها، والوفود الأجنبية، التي تزورها، خصوصا بعد دجنبر الماضي، الشهر الذي احتضن اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بسيادة المغرب على الصحراء، ووعد فيه بفتح قنصلية في الداخلة، غذ بعث وفدا رفيع المستوى إليها للبحث عن مكان مناسب لمقر القنصلية الأمريكية. وعلى الرغم من أن الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم تعلق، حتى الآن، على موضوع الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، إلا أن مواقفها لا تزال تلتزم الحياد الإيجابي في أروقة الأممالمتحدة، بينما زار وفد من "الديمقراطيين الأمريكيين الشباب" الداخلة، الأسبوع الماضي، والتقى عددا من المسؤولين المحليين، ودعا المستثمرين إلى التوطين الاقتصادي في هذه المنطقة، التي تختزن إمكانات اقتصادية هائلة.