لا يزال إسلاميو موريتانيا متشبثين بموقفهم في استضافة انفصاليي "البوليساريو" في لقاءات رسمية، كلما حل وفد منهم في العاصمة الموريتانية نواكشوط. وفي السياق ذاته، استقبل رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الإسلامي الموريتاني "تواصل"، محمد محمود سيدي، نهاية الأسبوع الجاري، وفدا انفصاليا يتزعمه البشير مصطفى السيد. وخلال اللقاء ذاته استمع سيدي لعرض قدمه السيد حول مستجدات الوضع في الصحراء، حيث جدد رئيس حزب "تواصل" تأكيد موقف حزبه من النزاع المفتعل بدعوى "الحياد الإيجابي". وكان "تواصل" قد تسبب، سنة قبل اليوم، في أزمة مع حزب العدالة والتنمية، بعد استقباله لقيادة الجبهة الانفصالية في نواكشوط، وهذا الحادث الفاصل تسبب في قطع العلاقة بين الحزبين، وإنهاء قرب تاريخي بينهما. وحزب العدالة والتنمية كان قد استغرب، في نونبر من العام الماضي، من استضافة محمد محمود ولد سيدي، رئيس حزب "تواصل" لقيادي في الجبهة الانفصالية، واعتبر أن الخطوة لا تنسجم سياقيا مع العلاقات التاريخية بين الحزبين، وعبر عن أمله في أن تقوم قيادة "تواصل" بتصحيح ما ينبغي تصحيحه، إلا أن هذه الأخيرة تشبثت بموقفها. يذكر أن البشير مصطفى السيد، مستشار زعيم الجبهة الانفصالية، المكلف بالشؤون السياسية، الذي يقود وفدا انفصاليا إلى موريتانيا، فتحت له أبواب القصر الرئاسي، حيث حظي باستقبال من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وحظي بمواكبة من طرف الإعلام الموريتاني، حيث خرج بعدد من الحوارات في منابر إعلامية مختلفة، أعطيت له فيها الكلمة، وهاجم فيها المغرب، وكال له الاتهامات حول النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية. وحلول البشير مصطفى السيد في موريتانيا خلف موجة غضب، عبرت عنها بلاغات لجمعيات تضم ضحايا التعذيب على يد الجبهة الانفصالية، والذين كانوا قد دعوا رئيس الجمهورية إلى عدم استقبال السيد، واصفين هذا الأخير ب"الجلاد"، خصوصا أن شكايات وضعت ضده في محاكم أوربية، بسبب جرائم إنسانية.