وسط تأرجح الموقف الموريتاني من التطورات الأخيرة في قضية الصحراء المغربية، حظي وفد انفصالي اليوم الأربعاء، باستقبال رئاسي في نواكشوط. ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، استقبل البشير مصطفى السيد، مستشار زعيم الجبهة الانفصالية المكلف بالشؤون السياسية، الذي سلمه رسالة خطية من إبراهيم غالي، تناولت تطورات الوضع في المنطقة. استقبال اليوم، كان قد سبقه حديث وسائل إعلام موريتانية عن تردد ولد الشيخ الغزواني في استقبال الوفد الانفصالي، في ظل تزايد الأصوات التي ترى أن موريتانيا تتجه نحو الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية. وكانت السلطات الموريتانية، قد منعت مؤخرا الترخيص لنشاط مؤيد لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، كان ينوي مكتب تابع لعناصر الجبهة تنظيمه في مدينة "بير أم اغرين"، أقصى شمال شرق موريتانيا. ونقل موقع "صحراء ميديا" الموريتاني، أن مكتب الجبهة الانفصالية في المدينة، تقدم إلى حاكم المقاطعة بطلب للترخيص لمظاهرة خارج مدينة "بير أم اغرين"، عند مرتفع صخري يحمل اسم المدينة نفسها. وحشد مكتب الجبهة الانفصالية أفرادا من المنتسبين إليها وجميع المتعاطفين معها للمشاركة في المظاهرة، لإظهار الدعم لقيادة الجبهة على ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها قضية الصحراء المغربية، ولكن حاكم مدينة "بير أم اغرين" أبلغ ممثل الجبهة الانفصالية أن السلطات الموريتانية ترفض بشكل تام الترخيص للمظاهرة. وحاول انفصاليون مقيمون في مدينة ازويرات، شمال موريتانيا، قبل عدة أسابيع تنظيم مظاهرة مؤيدة للجبهة الانفصالية بالتزامن مع أحداث معبر الكركرات، إلا أن السلطات في المدينة استدعت ممثلين عن الجبهة الانفصالية في المدينة، وأبلغتهم أنها ترفض بشكل تام تنظيم المظاهرة. وكانت وسائل إعلام موريتانية قد تحدثت عن تخلص نواكشوط من مخاوفها، واستعدادها للإعلان عن سحب اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك قبل انتهاء الولاية الحالية للرئيس محمد ولد الشيخ ولد الغزواني. ووفقا لصحيفة "أنباء أنفو" الإلكترونية، فإن القرار التاريخي المنتظر، سيستند في تقديمه على مرجعية الأممالمتحدة، التي لا تعترف بالجمهورية، التي أعلنتها البوليساريو، وقرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة حول القضية، وقد حدد الحلول في ثلاث نقاط هي: الواقعية، والتوافق، والرغبة في التسوية.