اتهم سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، جهات لم يسمها ب"إشاعة الأكاذيب" حول الوضع الداخلي لحزبه وتبخيس أدائه، ودعا أعضاء حزبه إلى التماسك والرد بقوة على الإساءات. وقال العثماني في العرض السياسي الذي قدمه في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني للحزب اليوم السبت، إن "جهات عديدة تلجأ بالإضافة إلى تبخيس الإنجازات على المستويين الحكومي والترابي، ونشر الإشاعات حول الأعضاء المنتخبين والوزراء وتضخيم بعض الأخطاء". وأضاف العثماني مبينا أن هذه الجهات تلجأ إلى إشاعة "الأكاذيب حول الوضع الداخلي للحزب من تحويل الاختلافات الطبيعية إلى صراعات وانقسامات، وتضخيم حجم الانسحابات التي إن كنا نتمنى ألا تقع غير أنها تبقى محدودة، وفي أحايين أخرى يصنعونها صنعا واختلاقا". ودعا الأمين العام أعضاء حزبه إلى التمسك في التعاطي مع مختلف هذه الظواهر ب"الثقة في بعضنا البعض والثقة في مؤسسات الحزب وترسيخ تماسكه ليقوم بدوره مهما كانت الإكراهات"، كما حذر من الانسياق وراء "الإشاعات والرد بقوة وبأدب في نفس الوقت على كل الإساءات والتهجمات". كما دعا رئيس الحكومة أعضاء حزبه على رفع درجة الجاهزية للإسهام في الدفاع عن مكتسبات القضية الوطنية، وتعزيز الإشعاع الخارجي للمغرب ومقاومة جميع أنواع الاختراقات ضد الوطن، وشدد على ضرورة النهوض ب"مستوى أدائنا في العلاقات العامة وطنيا ودوليا، وتعزيز إسهامنا ودورنا على مستوى الديبلوماسية البرلمانية والسياسية والإعلامية؛ وتثمين دور بلادنا بخصوص دعم الحقوق الفلسطينية، ومضاعفة المبادرات في هذا المجال". واعتبر العثماني أن الإسهام في مواصلة البناء الديمقراطي وتقوية المؤسسات المنتخبة والتصدي لمحاولات التراجع عن المكتسبات المحققة في هذين المجالين، من الاستحقاقات التي تفرض نفسها على الحزب خلال هذه المرحلة. وأضاف العثماني "يجب مواصلة التصدي للدعوات التي تسعى إلى تبخيس موقع وأدوار الأحزاب السياسية والمؤسسات التمثيلية؛ ومعالجة أسباب التبخيس والتيئيس والتشكيك في جدوى العمل السياسي من خلال مدخل المشاركة السياسية في المؤسسات؛ والاستجابة لتحدي إصلاح النظام الانتخابي والاستمرار في دمقرطته". وأبرز رئيس الحكومة أن حزبه مدعو للإسهام مع مختلف الفاعلين في تجاوز النقائص المسجلة في المجال الحقوقي، والإسهام في معالجة مخلفات عدد من الملفات الحقوقية بما يرصد مكتسبات الوطن. ولفت إلى أن قيادة حزب العدالة والتنمية تتابع مآل عدد من "الشكايات الكيدية وعدد من المتابعات في حق بعض أعضائه وبعض رؤساء الجماعات الترابية المنتمين إليه، ويعمل على توفير الدعم القانوني والمؤسساتي لهم، في احترام تام لاستقلال القضاء والذي نأمل أن ينصفهم ويضمن تحقيق العدالة في تلك المتابعات". ومضى العثماني مبينا "أنا واع بأن كثيرا من أعضاء الحزب يناضلون ويقاومون في المواقع التي يسهمون فيها لمصلحة بلدهم ومواطنيهم، لكن الإصلاح كفاح مستمر، وابتلاء متواصل، وجيوب مقاومة التغيير قدر مقدر أمام مسيرات الإصلاح"، مذكرا بأن حزب العدالة والتنمية "صمد في العقود الأخيرة كلها لمختلف الابتلاءات، وهو ما يزال صامدا، ولن تزيده الأحداث مهما صعبت إلا شموخا وثباتا". كما شدد العثماني على ضرورة التصدي لما تقوم به "صحافة التشهير من استهداف لشخصيات عمومية ومناضلين سياسيين وحقوقيين في انتهاك واضح للحريات الفردية ومس فج بحقوق الأفراد وبالمعطيات الخاصة"، وفق تعبيره.