باتت قيادة حزب العدالة والتنمية، منقسمة في موقفها من المبادرة الشبابية التي تحمل اسم "النقد والتقييم" الداعية لمؤتمر استثنائي، في ظل ترحيب المجلس الوطني بالمبادرة واستعداده لمناقشتها ورفض "القيادة التاريخية" لفكرة استقبال الشباب للمناقشة. وقالت مصادر حزبية ل"اليوم 24′′، كان من المقرر انعقاد اللجنة السياسية للحزب السبت الماضي، وتلقى أعضاؤها دعوات رسمية للمشاركة عن بعد، إلا أنه تم تأجيلها "لأسباب تنظيمية". وحسب ذات المصدر، فإنه كانت الصيغة الأولى التي اقترحها مكتب المجلس الوطني للحزب، للتعاطي مع مبادرة النقد والتقييم، هي أن يتم استقبال ممثلين عنها من الشباب، في لقاء يحضره الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، لفتح باب حوار مباشر بين القيادة والشباب الغاضب، إلا أن "القيادة التاريخية" رفضت الفكرة. وأوضحت دات المصادر، أن عددا من قيادات الحزب، رفضوا فكرة لقاء القيادة بشباب المبادرة والتقييم، وانتفضت في وجه مقترح لقاء الشباب بالأمين العام، حيث قالت بعض القيادات، إنه لا يمكن أن يلتقي الأمين العام بشباب لا يحملون العضوية في المجلس الوطني، كما رأى آخرون أنه لا يمكن لكل من كتب تدوينة غاضبة من قيادة الحزب أن يتم استقباله من طرف القيادة. موقف عدد من أعضاء الأمانة العامة للحزب الرافض لفكرة فتح باب حوار مباشر مع شباب "النقد والتقييم"، وضع مكتب المجلس الوطني في حرج، بعد بلاغ استيعابه للمبادرة، فيما لا زال التداول بين إلغاء اللجنة السياسية التي كان من المفترض أن تمثل محطة لنقاش مبادرة النقد والتقييم بحضور الشباب الواقفين وراءها، لطي الملف، والبحث عن صيغة أخرى لنقاش المبادرة دون حضور الشباب الواقفين وراءها. وكان مكتب المحلس الوطني للحزب، قد عبر عن احترامه لمبادرة النقد والتقييم، كما عبر عن اعتزازه بالطاقات الشابة التي يزخر بها الحزب وشبيبته ومستوى وعيها بمكانة الحزب وأدواره الأساسية في مواصلة البناء الديمقراطي وحرصها على الحفاظ على النفس الإصلاحي والانتصار لوحدة ومبادئ الحزب. ومن باب استيعابه للمبادرة، أعلن المكتب عن الدعوة في أقرب الآجال إلى اجتماع اللجنة السياسية، لإتاحة الفرصة لتعميق النقاش وتبادل الرأي حول الوضعية السياسية العامة واستحقاقات المرحلة والتساؤلات التي تطرحها المذكرة والمساهمة في بلورة الحلول المشتركة والمقترحات الملائمة.