فوجئ المواطنون بمدينتي الهرهورة وتمارة، أول أمس الثلاثاء، بإغلاق السلطات لقنطرة جديدة تم إنجازها، مؤخرا، لتسهل المرور بين المدينتين. العديد من الآليات شرعت في العمل في ساعة مبكرة من نفس اليوم، لبناء سور يفصل القنطرة الجديدة عن الشارع الرئيس في تمارة، ويمنع حركة المرور، ما أدى إلى موجة غضب عارمة، نتيجة الاختناق المروري في نفس اليوم. القنطرة الجديدة افتتحت في شهر يوليوز الماضي، وكلفت غلافا ماليا يقدر ب30 مليون درهم، واستبشرت بها الساكنة خيرا لأنها سهلت المرور بين المدينتين، وفي اتجاه الطريق الساحلي المؤدي إلى الرباط، لكن ما وقع خلف صدمة لدى السكان، وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة، التي عبر أصحابها عن عدم تفهمهم لما يجري. وكتب البرلماني الاستقلالي السابق عادل تشيكيطو، الذي يقطن في تمارة، تدوينة تساءل فيها: "هل ستنعي وزارة التجهيز قنطرة كلفت ميزانية الدولة 3 ملايير سنتيم؟".. مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى الطريق الجديدة المؤدية إلى جماعة الهرهورة، "تم إغلاق أيضا الطريق المارة بين الحزام الأخضر ومخيم الهرهورة"، حيث تم "ملؤها بالتربة من أجل تهييئها لغرس الأشجار"، مشيرا إلى أنها "طريق قديمة جدا عمرها أكثر من 90 سنة"، وأن المنفذ الوحيد الذي سيبقى بين تمارة والهرهورة هو محج محمد السادس الذي يربط مركز تمارة بمركز الهرهورة. الغريب في الأمر أنه بعد مرور أول أمس الثلاثاء، تغيرت الأمور صبيحة أمس الأربعاء، بحلول العديد من المسؤولين الأمنيين بعين المكان، وشروع العمال والآليات في إزالة السور الذي تم بناؤه بين الطريق الرئيسية والقنطرة الجديدة. كما تم فتح الطريق القديمة التي تمر بين غابة الهرهورة والحزام الأخضر. وحسب مصدر من عين المكان، فإن مسؤولين كبارا "حلوا في ساعة مبكرة في المكان، وأشرفوا على عملية ردم السور بعد مرور أقل من 24 ساعة على بنائه". الجميع يتساءل عما وقع بين عشية وضحاها، وكأن الأمر يتعلق بخدعة أو كاميرا خفية. وحسب مصدر مطلع، فإن الأمر يتعلق بتعليمات صدرت إلى المسؤولين في الهرهورة بعد زيارة ملكية للمنطقة، حيث أبديت ملاحظات على بعض الأشغال الجارية خارج غابة الهرهورة، فهم منها المسؤولون أنه يجب إغلاق الطرق المؤدية إلى الهرهورة، ولهذا جرى التنفيذ بسرعة ببناء السور وإغلاق طريق القنطرة الجديدة التي تربط تمارة بالهرهورة، بل تم إغلاق حتى الطريق القديمة. وتشير المصادر إلى أنه بعد الارتباك المروري الذي حصل واستياء السكان، تم تدارك سوء الفهم بإعادة فتح الطريقين وإعادة الأمور إلى نصابها.