بعد أيام قليلة على مغادرتهم المغرب، يستعد الفرقاء الليبيون للعودة إليه، لاستئناف حوارهم، والذي من المرجح أن يتقدم ليخرج باتفاق نهائي حول المناصب السيادية في البلاد، بما يفتح الباب أمام مجلس رئاسي جديد في القريب العاجل. ونقلت وكالة الأناضول التركية، اليوم الأربعاء، عن عضو في المجلس الأعلى للدولة الليبي، أنه سيتم استئناف جلسات الحوار الليبي في المغرب الأحد القادم، مرجحا اختيار أعضاء مجلس رئاسي جديد "خلال الأيام القادمة". وأضاف المصدر ذاته، أن "أعضاء لجنة الحوار، الممثلين للمجلس الأعلى للدولة الليبي، سيغادرون العاصمة طرابلس الجمعة، متوجهين نحو المغرب"، وتابع بالقول إن "أعضاء لجنة الحوار سيناقشون، خلال المفاوضات، آليات اختيار من يتقلد المناصب السيادية"، مما أنه "من المتوقع أن تتم مناقشة آليات اختيار أعضاء المجلس الرئاسي الجديد، الذي سيتكون من رئيس ونائبين ورئيس حكومة منفصل". وفي حال تم التوافق على الآليات الخاصة بالمناصب السيادية والمجلس الرئاسي، سيتوجه أعضاء لجنة الحوار كل إلى قاعدته للعمل على تطبيق ما تم الاتفاق عليه، حيث ؤمد أطراف الحوار، على أن الوفود التي شاركت في محادثات بوزنيقة، تحاوزت أغلب الصعوبات التي قد تعيق المفاوضات، ما سيفتح الباب أمام اختيار مجلس رئاسي جديد خلال الأيام القادمة. واستضافت المملكة، بين الخميس والأحد الماضيين، جلسات حوار بين وفدين للمجلس الأعلى للدولة ومجلس نواب طبرقى الداعم لمليشيا الجنرال الانقلابي المتقاعد، خليفة حفتر. وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج، أعلن الخميس، عن "رغبته الصادقة" في تسليم مهامه إلى السلطة التنفيذية القادمة، في موعد أقصاه نهاية أكتوبر المقبل، على أن تكون لجنة الحوار قد استكملت أعمالها. يشار إلى أن المحادثات الليبية في مدينة بوزنيقة، رعاها المغرب وأطلقها واختتمها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، وعرفت تجاوبا دوليا واسعا، وإشادة أممية.