لم تعد الجارة الشرقية، الجزائر، تخفي أنها تتخذ المغرب نموذجا في مساعيها، لتحسين آداء سياستها الخارجية، وعلاقتها مع الشركاء الخارجيين، وهو ما عبر عنه بوضوح رئيس دبلوماسيتها. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، إنه سيتم تقييم علاقات الجزائر مع شركائها الاستراتيجيين بطريقة براغماتية، حفاظا على مصالح البلد، مفضلا "الفعالية على حساب السجال، والمعارك الكلامية الفارغة"، في سبيل جعل البلد "قوة تفرض التوازن". وأضاف بوقادوم أنه "لابد أن يتحكم من الآن فصاعدا عاملا البراغماتية، والحفاظ على مصالح بلدنا في العلاقات مع الشركاء الأجانب في إطار مقاربة – الكل رابح -". وأوضح الوزير نفسه أن الدبلوماسية الجزائرية "لطالما حبذت الفعالية على حساب الجدل، والإعلانات الزائفة"، مبرزا أنها "ستعمل أيضا على تشجيع التعاون، والشراكة، والاندماج في كل الهيآت، التي تنتمي إليها، على غرار المغرب، والساحل، وإفريقيا، والعالم العربي، والأمة الإسلامية، والحوض المتوسط". وتحدث بوقادوم عن "تجند إطارات الجهاز الدبلوماسي كجنود السلام للاسهام في الاستحقاقات المقبلة، للتجديد الوطني، الذي يقوده رئيس الجمهورية"، وقال في هذا الشأن "إن دبلوماسية كل دولة ما هي إلا مرآة عاكسة للوضع السائد فيها، ومدى تلاحم جبهتها الداخلية، وصلابة مؤسساتها". الجزائر، في ظل الرئيس الجزائري الجديد، عبد المجيد تبون، يرى مراقبون أنها باتت تتجه نحو التغطية على مشاكلها الداخلية بمحاولة تعزيز حضورها الخارجي، من خلال عدد من الملفات، مثل القضية الليبية، ومالي، فيما يقول بوقادوم إن عودة الجزائر إلى الساحة الإقليمية، والدولية ما هو "إلا انعكاس لعهد جديد تعرفه الجزائر بمشروعها، الذي يقوده رئيس الجمهورية نحو جمهورية جديدة، تلعب فيها السياسة الخارجية دورا فعالا خدمة لمصالح الدولة العليا، ومساهمة في تنفيذ سياسة التجديد، والتشييد الوطنيين".