نشرت وسائل إعلام فرنسية مقطع فيديو، ظهر فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في بيروت، مساء أول أمس الثلاثاء، غاضباً، وموجهاً كلاماً قاسياً إلى أحد الصحافيين الفرنسيين. وظهر الرئيس الفرنسي، وقد استشاط غضباً من مقال، كتبه صحافي متخصص في قضايا الشرق الأوسط لدى صحيفة "لو فيغارو". ودفع مضمون المقال ماكرون إلى مهاجمة الصحافي أمام حشد من الناس، إذ قال له: "ما فعلته هناك، بالنظر إلى حساسية الموضوع، وبالنظر إلى ما تعرفه عن تاريخ هذا البلد، هو تصرف غير مسؤول، غير مسؤوول تجاه فرنسا، وغير مسؤول تجاه المهتمين هنا، وخطير من الناحية الأخلاقية، لقد سمعتني دائماً أدافع عن الصحافيين، ولكن أقول لك بصراحة ما فعلته خطير، وغير مهني، وتافه". ووفقاً لشبكة LCI الفرنسية الإخبارية، فإن سبب غضب ماكرون العارم، يعود إلى مقال نشره الصحافي، جورج مالبرونو، نهاية غشت الماضي، حول موضوع حساس لبنانياً، حيث كان قد كتب عن الزيارة الأولى لماكرون إلى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت مطلع الشهر ذاته. وبحسب ما كتبه المراسل في مقاله، فإن ماكرون، خلال اجتماع جانبي، استغرق ثماني دقائق، قال لمحمد رعد، رئيس كتلة حزب الله البرلمانية: "أريد أن أعمل معك لتغيير لبنان، لكن أثبت أنك لبناني، يعلم الجميع أن لديك أجندة إيرانية، نحن نعرف تاريخك جيداً ونعرف هويتك الخاصة، لكنك لبناني، نعم أم لا؟ تريد مساعدة اللبنانيين، نعم أم لا؟ تتحدث باسم اللبنانيين، نعم أم لا؟ لذا عد إلى الوطن، واترك سوريا، واليمن، وابدأ بالعمل هنا لبناء دولة، لأن الدولة الجديدة ستفيد عائلاتكم أيضًا". وكانت صحيفة "لوموند"، في 17 غشت الماضي، قد نشرت مقالاً حول موضوع اللقاء الثنائي، حيث نفى الوفد المرافق لإيمانويل ماكرون "أية مقابلة ثنائية"، مضيفًا أنه تم استقبال محمد رعد مع مجموعة من القادة السياسيين، من أجل "إعادة إشراك الجميع في العملية السياسية". وفي مقال نشرته صحيفة "لوريان لوجور"، نفى محمد رعد نفسه التعليقات، التي أوردتها صحيفة لوفيغارو حول هذا الاجتماع. وبحسب الإعلام الفرنسي، فإن كاتب المقال يستحضر كذلك التهديد الفرنسي بفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، الذين سيعرقلون الإصلاحات، وينسبها إلى مصادر موثوقة. وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن الصحافي، موضوع الهجوم، قوله: "أنا مندهش جدًا من ضراوة هذا الهجوم، وهو أمر غير مقبول، وقد رددت عليه، لقد تحدثت للإليزيه، فبالنسبة إلي، تم إغلاق الملف". وكان إيمانويل ماكرون، خلال المؤتمر الصحفي، الذي سبق الحادثة، قد علق على المقال دون أن يسميه، منتقدًا من "يكتبون أسوأ أنواع الهراء حول الموضوع دون تحقق"، ودعاهم إلى "طرح الأسئلة عليه مباشرة". أما الإليزيه، فقال إن "ما وبخه الرئيس عليه، هو عدم منح الإليزيه الفرصة للرد على المعلومات الواردة في المقال، تحدثنا مع جورج مالبرونو ولوفيغارو، الملف أغلق".