بعد أيام من كارثة انفجار مرفأ بيروت، عقد اليوم الأحد، مؤتمر للمانحين عبر دائرة تلفزيونية تحت رعاية الأممالمتحدة، لجمع مساعدات طارئة من أجل لبنان، حيث قدرت الأممالمتحدة قيمة احتياجات القطاع الصحي وحده في لبنان بنحو 85 مليون دولار. وفي ذات السياق، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كلمته اليوم، المجتمع الدولي إلى "التحرك سريعا" لمساعدة لبنان بعد الانفجار الكبير الذي هز العاصمة بيروت، محذرا من "العنف والفوضى" فيما يتصاعد الغضب في البلاد ضد الطبقة السياسية. وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن يكون المجتمع الدولي "موحدا" رغم "الظروف الجيوسياسية" المحيطة بلبنان. وقال إنه ينتظر من تركيا، "التي لم تتمكن من الانضمام إلى هذا المؤتمر" وروسيا، أن تقدما دعمهما، كما إسرائيل "التي أعربت عن رغبتها في المساعدة". وقال ماكرون إن المساعدة الدولية الطارئة ترتكز على أربع أولويات هي الصحة والغذاء – الذي كان جزء كبير منه في المرفأ – وكذلك ترميم المدارس المتضررة وإعادة بناء البيوت المهدمة. وبخصوص مخاطر الانهيار، حث ماكرون السلطات اللبنانية على "التحرك لتجنيب البلاد الغرق واستجابة التطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع في شوارع بيروت"، وقال "علينا أن نفعل جميعا ما أمكن لكي لا يهيمن العنف والفوضى" على المشهد في لبنان. وتحدث عن "قوى" لديها "مصلحة في هذا الانقسام والفوضى"، في إشارة على ما يبدو إلى إيران، لكنه شدد على أهمية "وحدة" المجتمع الدولي. ويشارك كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مرورا برئيسي وزراء إيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى 15 رئيس دولة وحكومة في المؤتمر الذي نظم بمبادرة من فرنساوالأممالمتحدة من أجل تحريك مساعدة طارئة للبنان. وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يُتوقع أن يلقي كلمة خلال المؤتمر، أكثر من مرة بتقديم دعم من الولاياتالمتحدة. وكتب في تغريدة السبت أن "الجميع يريدون تقديم المساعدة" بعدما تحدث إلى الرئيس الفرنسي. وجدد البابا فرنسيس الدعوة إلى مساعدة "سخية" إلى لبنان، في ختام عظة الأحد من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. وتمثل في هذا المؤتمر نحو 30 دولة. ويحضره أيضا رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، كما مدراء منظمات دولية كبرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والصليب الأحمر. وشددت باريس على أن هذه المساعدة لن تكون بمثابة "شيك على بياض" للمسؤولين اللبنانيين، الذين يندد المواطنون بفسادهم وإهمالهم فيما البلد غارق بأزمة اقتصادية خطيرة منذ أشهر.