صادق مجلس النواب الإسباني (الغرفة السفلى للبرلمان) اليوم الأربعاء، للمرة الرابعة على التوالي على تمديد حالة الطوارئ لمدة خمسة عشر يوما أخرى، حتى 24 ماي المقبل، وذلك من أجل دعم وتعزيز الجهود المبذولة لمواجهة تفشي وباء كورونا المستجد. وتمت المصادقة على تمديد حالة الطوارئ للمرة الرابعة بفضل أصوات نواب أحزاب العمالي الاشتراكي الإسباني و(بوديموس)، وكذا أصوات نواب حزب (سيودادانوس) الذي يمثل وسط اليمين، والحزب الوطني الباسكي وحزب (ماس بايس) و(كومبروميس) و(نويفا كنارياس) والائتلاف الكناري والحزب الجهوي في كانتابريا وحزب (تيرويل إكسيستي). أما نواب أحزاب (فوكس)، الذي يمثل أقصى اليمين وترشيح الوحدة الشعبية (كوب) و(جميعا من أجل كتالونيا)، وحزب اليسار الجمهوري الكتالاني و(فورو أستورياس)، فقد صوتوا ضد هذا الإجراء بينما امتنع نواب الحزب الشعبي (يمين) والتحالف الباسكي (إي بيلدو) والكتلة الوطنية بغاليسيا واتحاد الشعب النافاري عن التصويت. وصادق مجلس النواب، على قرار تمديد حالة الطوارئ لأسبوعين إضافيين حتى 24 ماي، الذي كان قد اعتمده مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأسبوعي أمس الثلاثاء، بأغلبية 178 صوتا مقابل رفض 75 صوتا وامتناع 97 عن التصويت. وأكد بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة خلال هذه الجلسة العمومية أن “الرفع المتسرع لتدابير الإغلاق التام والشامل المطبق في إسبانيا قد يكون خطوة لا تغتفر” . وقال سانشيز ، إن “تجاهل خطر الوباء ورفع حالة الطوارئ الصحية على عجل وبشكل متسرع سيكون خطأ كبيرا لا يمكن التسامح معه”، مشيرا إلى أنه بعد سبعة أسابيع من الحجر الصحي نجحت إسبانيا في معالجة مرحلة التخفيف من القيود المفروضة من أجل العودة إلى الوضع الطبيعي الجديد وذلك بفضل الجهود التي بذلها الجميع وكذا بفضل الآلية الدستورية لحالة الطوارئ. وشدد رئيس الحكومة الإسبانية على أن “القيود سيتم تخفيفها شيئا فشيئا لكن ستبقى هناك قيود أخرى تفرضها استمرارية حالة الطوارئ الصحية”. ودخلت إسبانيا منذ 14 أبريل، شهرها الثاني من الحجر الصحي الشامل، الذي سيستمر بعد أن تقرر تمديد حالة الطوارئ للمرة الرابعة على التوالي إلى غاية 24 ماي المقبل. ولأول مرة تضمن الإعلان عن تمديد حالة الطوارئ تدابير وإجراءات للتخفيف من القيود المفروضة في إطار الحجر الصحي، من بينها السماح للأطفال دون سن 14 عاما، بالخروج بصحبة شخص بالغ وذلك اعتبارا من الأحد الماضي. وأعلنت الحكومة الإسبانية الأسبوع الماضي عن مخطط وخارطة طريق للرفع التدريجي لتدابير الإغلاق التام في البلاد، تتضمن أربع مراحل تمتد من يوم الاثنين 4 ماي حتى نهاية يونيو المقبل، وذلك حسب تطور انتشار فيروس كورونا المستجد. وحسب آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة اليوم الأربعاء، فقد بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في إسبانيا 220 ألف و325 حالة إصابة، بزيادة 685 حالة في ظرف 24 ساعة، بينما ارتفع عدد حالات الوفيات الناتجة عن الفيروس ب244 حالة وفاة جديدة في ظرف 24 ساعة، ليرتفع بذلك عدد حالات الوفيات منذ تفشي الوباء في البلاد إلى 25 ألف و857 حالة وفاة، في حين بلغ عدد المصابين بالوباء الذين تماثلوا للشفاء التام 126 ألف و2 حالة.