وسط إجراءات أمنية مشددة وأخرى صحية احترازية دقيقة، وصل مساء أول أمس الأحد، المغاربة ال167 المرحلون من مقاطعة “ووهان” الصينية، والتي توصف بمركز تفشي فيروس كورونا، (وصلوا) إلى المركزين المخصصين للحجز الصحي بكل من المستشفى العسكري بالرباط والمستشفى الإقليمي سيدي سعيد بمكناس، حيث نقلوا على متن حافلات جديدة من الجيل الجديد، رافقتها خلال الرحلة سيارات إسعاف عسكرية ومدنية مجهزة للاستجابة لأي طارئ مفترض خلال عملية نقل العائدين من الصين إلى الرباط ومكناس، وذلك عقب وصولهم ظهر نفس اليوم إلى مطار بنسليمان بضواحي مدينة الدارالبيضاء، على متن الطائرة التي أمر الملك بإرسالها لإجلاء المغاربة من الصين وإعادتهم إلى وطنهم. فبعد انتهاء مرحلة إيواء العائدين من الصين بمركزي الحجر الصحي بالرباط ومكناس، ودخولهم المرحلة الحاسمة والدقيقة الخاصة بأخذ العينات لعرضها على مختبر علم الفيروسات بمركز المستشفى العسكري والدراسي بالرباط، يسود ترقب كبير وسط عائلات ال 167 شخصا الخاضعين للحجر التحفظي، فيما استنفرت مصالح وزارة الصحة ومصالح الصحة العسكرية ووزارة الداخلية والدرك الملكي، كل إمكانياتها لتسهيل عمل الفرق الطبية والتمريضية والتقنية العسكرية والمدنية، والتي كلفت بتتبع حالة المغاربة الذين تم إجلاؤهم. وقال محمد اليوبي، مدير مصلحة الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحية، والذي رافق الطلبة من مطار بنسليمان إلى مركز إقامتهم تحت الحجر الصحي بمستشفى سيدي سعيد بمكناس، (قال) في تصريح ل”أخبار اليوم” إن الفريق الطبي المدرب والمكون من أطباء وممرضين عسكريين ومدنيين، والمكلفين بتتبع صحة المغاربة العائدين من الصين، وبإشراف من مصالح وزارة الصحة ومصالح الصحة العسكرية، باشروا بمطار بنسليمان فحوصات وكشوفات طبية على 167 مرحلا من بينهم 53 امرأة، حيث جرى توزيعهم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تضم 70 شخصا من بينهم نساء، وضعوا بمركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية التابع للمستشفى العسكري الدراسي بالرباط، والذي سبق للملك أن دشنه في مارس 2016، أما المجموعة الثانية، يردف ذات المسؤول بوزارة الصحة، فتضم الطلبة المغاربة والذين كانوا يتابعون دراستهم بجامعة “ووهان” الصينية، وعددهم 97 طالبة وطالبا، فقد نقلوا إلى المستشفى الإقليمي سيدي سعيد بمكناس، والذي جرى تجهيزه بكل المعدات العلمية والتقنية لاستقبال الطلبة العائدين من الصين. وأضاف المسؤول عن مصلحة الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحية، أن العائدين من الصين، وبعدما جرى استقبالهم بمركزي الحجر الصحي بالرباط ومكناس، سيخضعون ابتداء من اليوم الثلاثاء لعمليات جمع وأخذ عينات من الدم واللعاب وإرسالها لمختبر الفيروسات التابع لمركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية بالمستشفى العسكري الدراسي بالرباط، وذلك لإجراء التحليلات الفيروسية الخاصة بفيروس كورونا على العينات الخاصة بكل شخص. من جهته قال الكولونيل إدريس لحلو أمين، الصيدلي المسؤول عن مختبر علم الفيروسات بالمستشفى العسكري الدراسي بالرباط، إن المختبر والذي زود بكل الوسائل والمعدات العلمية المعتمدة حاليا عبر العالم، سيتلقى هذا الأسبوع عينات الدم واللعاب للعائدين من الصين والخاضعين للحجر الصحي بمركزي الرباط ومكناس، حيث جند المختبر كل تقنييه لإجراء التحاليل الطبية والمخبرية لمراقبة فيروس كورونا وتشخيص الإصابة من عدمها لدى الأشخاص الخاضعين للحجر التحفظي، مشددا على أن المختبر اتخذ كل الاحتياطات والإمكانيات اللازمة للتعامل والاستجابة لأي حالة مفترضة عند ظهور نتائج التحليلات المخبرية الفيروسية، يقول الكولونيل إدريس لحلو أمين، المسؤول عن مختبر علم الفيروسات. بالمستشفى العسكري الدراسي بالرباط. وفي مقابل التطمينات الأولية والتي صدرت عن الطبيب الكولونيل، خالد النيبي، رئيس مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية والتابع للمستشفى العسكري الدراسي بالرباط، مؤكدا أن الفحوصات الأولية أثبتت أنهم يتمتعون بصحة جيدة، ولا تظهر عليهم أعراض حملهم لفيروس كورونا، (مقابل هذه التطمينات)، تسود بحسب ما عاينته “أخبار اليوم” حالة من الخوف والترقب وسط عائلات الطلبة المعزولين بمستشفى سيدي سعيد بمكناس، والذين ظلوا مساء يوم أول أمس الأحد، يرابطون أمام المستشفى بمكناس، في انتظار وصول أبنائهم، حيث استقبلهم الآباء والأمهات بالدموع والزغاريد بباب المستشفى، فيما فرضت عناصر الشرطة وأفراد الدرك الملكي الذين رافقوهم من مطار بنسليمان، طوقا أمنيا على مستشفى سيدي سعيد ولم يسمحوا لأي شخص بتجاوز أبوابه أو الاقتراب من أسواره.