قلبَ عزيز أخنوش الطاولة على المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة العيون الساقية الحمراء “محمد الرزمة”، والذي يشغل مهمة مستشار برلماني عن حزب الحمامة، بعدمَا جرى إعفاءه الأسبوع الماضي من مهمة المنسق الجهوي، ليفتح بذلك أخنوش المجال أمام أحد المقربين منه، والذي يشتغل أيضًا في قطاع الصيد البحري وينتمي لواحدة من أهم القبائل الصحراوية بالإقليم المعروفة بإسم “أزركيين”. وأعلنَ المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أول أمس الاثنين، عن تعيين “محمد عياش” خلفا ل”محمد الرزمة”. ويشغل عياش مهمة رئيس جماعة “فم الواد” بمدينة العيون، وسبق وخاض غمار الانتخابات التشريعية الماضية، وخرجَ منها خاوي الوفاض بعدما تعثر أمام منافسه عن حزب الأصالة والمعاصرة. ومباشرة بعد إعفاء محمد الرزمة من مهمة منسق جهوي للحزب بجهة العيون الساقية الحمراء، أعلنَ “الرزمة” عن تجميد جميع أنشطته الحزبية كنوع من الاحتجاج ضد قرارات الرئيس، وقال مصدر من داخل الأحرار ل”اليوم24″ إنّ إعفاء البرلماني الشاب سبقه تمهيد من المكتب السياسي للأحرار، إذ كان رشيد الطالبي العلمي، قاد مشاورات مع أزيد من 74 منتخبا من جهة العيون الساقية الحمراء، بعدمَا كانوا تقريبًا كلهم، جمدوا أنشطتهم الحزبية، وقال العلمي لهؤلاء “إنّ هذه الأزمة سيتم تجاوزها قريبًا”. وأكد المصدر ذاته أنّ تعيين المنسق المعفي كانَ بعد المؤتمر الأخير الذي أفرز قيادة جديدة برئاسة عزيز أخنوش، حيث تم تعيين محمد الرزمة في إطار ما يسمى “استراتيجية قيادة الحزب الجديدة التي تروم التشبيب والانفتاح على المنظمات الموازية”، والرغبة في تجديد طريقة العمل، وكشفَ المصدر ذاته، أنّ استعداد أخنوش القبلي للإنتخابات أربكَ الخريطة السياسية للحزب، وبات يستبدل “الكفاءات” بذوي المصالح..”، وفقًا للمصدر ذاته. وكانت شراراة الاستقالات بدأت من قلعة “الحمامة” بجهة مراكشآسفي، إذ تسبب عزيز أخنوش في انقسامات داخلية وسط الحزب في مدينة آسفي، بعدما استعصى تعيين منسق إقليمي جديد خلفا لنور الدين الزايدي الذي جرت إقالته في الآونة الأخيرة. وانتشرت أخبار بين أعضاء الحزب حول تعيين أحد المقاولين بآسفي خلفا لزايدي، غير أنه سرعان ما ثبت العكس، وعين الحزب محاميا بهيئة آسفي “عثمان الشقوري” مكلفا ب"شؤون التنسيقية"، وعمد محسوبون على تيار أخنوش على المستوى المحلي بآسفي إلى ترويج أخبار باعتباره المنسق الإقليمي الجديد غير أنّ أعضاء من داخل الحزب كشفوا أنه لا وجود ل”مكلف بالتنسيقية” مما آثار جدلا واسعًا. وأفاد عدد منهم في تصريحات ل”اليوم24″، أن عزيز أخنوش يسلك طرق غير قانونية ولا تتوافق مع القانون الأساسي للحزب في تعيين "أصدقائه ومعارفه"، مشيرًا إلى أن عملية تعيين منسق إقليمي جديد تخضع لمساطر معينة، حيث تشرف لجنة مخصصة ويرأسها المنسق الجهوي للحزب على إجراءات تعيين المنسق الإقليمي، ويقدم المترشحون لمنصب منسق إقليمي "عقد نجاعة" يتضمن التزاماتهم ورؤيتهم لتدبير الحزب.