رغم الانتقادات التي تعرض لها والدعوات المتكررة التي طالبته بتقديم اعتذار رسمي للشعب المغربي، كان آخرها دعوة بنكيران له بالاعتذار، بعد الزوبعة التي خلفتها تصريحاته من ميلانو الإيطالية التي قال فيها إن “المغاربة اللي نقصاهم التربية نعاودلو التربية ديالو”، شدد عزيز أخنوش في بلاغ للمكتب السياسي، أصدره أول أمس الاثنين، أن “التجمع الوطني للأحرار “لن يتنازل يوما في الدفاع عن الثوابت والمؤسسات، وسيظل وفيا لمبادئه وقيمه وهويته التي تضع الثوابت فوق كل الاعتبارات السياسية”، في إشارة أنه لن يتراجع عمّا صرح به. وجدد أخنوش أن التجمع الوطني للأحرار”لن يقف متفرجا أو محابيا لسلوكيات” وصفها ب”الانحرافية”، بدعوى أنها نوع جديد من التعبير، مؤكدا أن “التعبير هو حق من حقوق الإنسان يضمنه الدستور والقانون والأعراف”، نافيا أن يكون “السب والقذف والتحريض يوما، من أشكال التعبير”. هذا، ورفض المكتب السياسي للحمامة، “تصنيف الأقوال الساقطة والمفردات المهينة، التي تمس الثوابت الوطنية، في خانة التعبيرات الشعبية الواجب الإنصات لها والتعاطي معها “، مشددا على أن “هذه المسؤولية جماعية لا تقتصر فقط، على القضاء، بل يجب أن تمتد إلى كافة المواطنين الغيورين على قيمهم وثوابتهم وتاريخهم ومستقبلهم”. ويأتي دفاع الأحرار عن تصريحات عزيز أخنوش، بعد أيام من التفاعلات السياسية التي خلفتها تصريحاته التي اعتبرتها شريحة واسعة أنها “مسيئة للمغاربة”، في الوقت الذي دافعت فيه قيادات من حزبه عن تصريحاته التي قالت إنها “فهمت بطريقة غير صحيحة وتم تحريفها عن سياقها”. وكان عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، طالب رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، بتقديم اعتذار للشعب المغربي، عن التصريحات التي دعا فيها إلى “إعادة التربية للمغاربة”، معتبرا أن “ما قاله أخنوش عن التربية فيه خطأ واحد، وهو أنه حنا اللي نربيو”، وخاطبه بنكيران بالقول: “أنت ماشي من حقك تقول هذا الكلام، ليس دورك تربي لأن الترابي التي تتحدث عنها معناها العقاب، وليس إعادة التربية، والعقاب هو من اختصاص العدالة إذا تبث أن شخصا قام بمخالفة للقانون، وأنت مشي شغلك تربينا ولا تربي شي واحد”. فيما اعتبر قياديون في الأحرار، أن تصريحات أخنوش تعرضت ل”التحوير غير الأخلاقي لجزء من المرافعة عن المواطنة والتشبث بقيم المغاربة وعدم السماح بالتطاول على مقدسات الوطن التي ألقاها في مدينة ميلانو الايطالية”، مجددين أسفهم من “تعرض رئيس الحزب لهجوم غير مبرر”، مؤكدين في الوقت عينه أن “ما عبر عنه جاء من منطلق الغيرة على الوطن، وأن أي تطاول على هذه المؤسسات، هو ناتج عن قلة التربية على المواطنة، الذي تقع مسؤولية إعادتها وبعث الروح فيها في نفوس المسيئين لمقدسات الوطن، إلى المغاربة كأسرة وكمجتمع أفرادا وجماعات وفعاليات، عبر النصح والموعظة الحسنة”، قبل أن يؤكدوا، أيضا، أن “العقاب هو موكول بالقانون لمؤسسات الدولة كما عبر عن ذلك صراحة، قبل أن يتم تحوير كلامه لأهداف مغرضة”.