افتتحت، صباح اليوم الثلاثاء، في فاس، الدورة العادية الثالثة للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بمشاركة 357 عالماً من 32 بلدا إفريقيا، بينهم حوالي 90 امرأة. وتحدث وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في افتتاح الاجتماع، عن “العزم على المرور في الإنجاز إلى ما بعد مرحلة التأسيس”. وأضاف التوفيق أنه يجب مراعاة تفاوت الوضع في البلدان، إذ ينبغي أن يكون الالتزام بالأهداف عاما، والتمسك بخصوصيات كل بلد من البلدان، لاسيما في ما يتعلق باحترام المؤسسات المحلية، والقواعد الجارية”. التوفيق قال، أيضا، إنه “إذا كنا قد أكدنا غير ما مرة على وجوب الاحتياط في التعامل، والتفاهم مع جميع الفرقاء، والفعاليات، على صعيد كل بلد، فإننا قد سعدنا بما عبر عنه بعض رؤساء الفروع من الحماس للمؤسسة في بلدانهم وهو كسب أساسي أول، كسب واعد بما سيتحقق على أساسه من العمل القاصد والتعاون النافذ”. وأوضح الرئيس المنتدب للمؤسسة، أن “إدامة مثل هذا الاستعداد، تتوقف على النموذجية الأخلاقية للمنتمين إلى المؤسسة، وحسن التواصل، وإعطاء البراهين العملية على الصدق من جهة، والمصداقية من جهة أخرى”. المسؤول الحكومي نفسه شدد على “اليقظة التامة، والنموذجية، اللتين يحتاج إليهم الناس في العلماء”، مضيفا، “المسلمون في كل مكان في هذا العصر أكثر من ذي قبل بحاجة إلى علماء أوفياء لأهلهم، وبلدانهم، احتياجهم إلى السلم، والطمأنينة، والتخفيف من تبعات الحياة”. ومن جهته، اعتبر محمد يسف، رئيس المجلس العلمي الأعلى، أن “إفريقيا، اليوم في شخص عالماتها، وعلمائها، تريد أن تجلي للناس هويتها الحقيقية الحضارية، والتاريخية، والدينية، والعلمية”. ويرى يسف أن “المطلوب من العلماء الأفارقة رفع قدر أمتهم، وأن يحققوا لها هويتها التاريخية، والحضارية، والدينية، وبهمة العلماء ستتحقق فتوحات كبيرة في إفريقيا لإحياء أمتنا”. ويضم المجلس الأعلى للمؤسسة المذكورة العشرات من علماء الدين الإسلامي من 32 دولة إفريقية. يذكر أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أعلن الملك عن تأسيسها في يونيو 2015، وتم تنصيب المجلس الأعلى للمؤسسة في 15 يونيو 2016. وتهدف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إلى صد التيارات الفكرية، والعقدية المتطرفة، وحماية الوحدة الروحية للشعوب الإفريقية من النزاعات والتيارات، والأفكار التضليلية، صيانة للثوابت العقدية، والمذهبية، والروحية المشتركة بين المغرب، وبلدان إفريقيا، وبيان وإشاعة الأحكام الشرعية الصحيحة، وإشاعة الفكر الإسلامي المعتدل.