في ظل احتدام النقاش حول الحريات الفردية، وجه عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة السابق، انتقادات شديدة اللهجة إلى ائتلاف “خارجة عن القانون”، الذي أطلق عريضة لجمع التوقيعات من أجل الضغط، لرفع تجريم عدد من الممارسات. وفي السياق ذاته، قال ابن كيران، خلال حديثه، صباح اليوم الأحد، أثناء حلوله ضيفا على مؤتمر نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب “ديك السيدة، التي تتكلم عن الحريات الفردية، وعطاوها جائزة في فرنسا تتكلم عن حرية الخيانة الزوجية”، في إشارة إلى قياديات ائتلاف “خارجة عن القانون”، الذي منحته مؤسسة “سيمون دي بوفوار” الفرنسية جائزتها لحرية المرأة للعام 2020. ووجه ابن كيران انتقادات شديدة إلى الائتلاف، وقال: “هؤلاء الذين يدافعون عن حرية الخيانة الزوجية يفتحون الباب على جهنم في مجتمعنا”، مضيفا: “أنا لا أتكلم عن الدين، ولكن أتكلم على العواقب، التي ستنتج عن ثقافة المستعمر، وضد المبادئ، والقيم، وتسعى لتشاع الفاحشة”. ومنحت مؤسسة “سيمون دي بوفوار” الفرنسية جائزتها لحرية المرأة للعام 2020، لائتلاف “خارجة عن القانون 490” الحقوقي المغربي، الذي يطالب بإلغاء القوانين، التي تجرم الحريات الفردية، والذي رأى النور بالتزامن مع اعتقال الصحافية هاجر الريسوني. وقالت المؤسسة الفرنسية، في بيان لها، أصدرته خلال الأسبوع الجاري، إن كلا من ليلى السليماني، وصونيا التراب، وكريمة نادر سيمثلن هذا التجمع المدني الحقوقي، المعروف، أيضا، باسم “ائتلاف 490” لتسلم الجائزة، التي ستقدمها “سيلفي لوبون دي بوفوار”، ابنة “سيمون دي بوفوار”، وذلك في 9 يناير في مقر المركز الثقافي “دار أمريكا اللاتينية”، في باريس. وأوضحت المؤسسة نفسها أن هذا الاختيار يعود إلى دور الائتلاف في الدفاع عن حقوق المرأة في المملكة، والجهود، التي يبذلها من أجل تعديل بعض القوانين، خصوصا المتعلقة منها بالحقوق الفردية. ومنذ أشهر، تحولت قضية الحريات الفردية في المغرب إلى موضوع تقاطب حاد بين الإسلاميين، والحداثيين، وصل إلى جدل بين المؤسسات الدستورية للدولة، إذ دافع المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن رفع تجريم الإجهاض والعلاقات خارج إطار الزواج، فيما أشهر علماء المملكة، ورقة تحفظهم.