استقبل سكان مدينة خنيفرة، وزير الصحة أناس الدكالي والوفد المرافق له، صباح يوم أول أمس السبت، أمام مقر العمالة، بالاحتجاجات والشعارات الغاضبة ضد حصيلة وزارته بالمرافق الصحية بالإقليم، حيث تحولت هذه الوقفة إلى مسيرة جابت مختلف شوارع وأحياء المدينة، وذلك بالتزامن مع حضور وزير الصحة لترؤس مراسيم توقيع مذكرة تفاهم حول مشروع التجديد الحضري للمستشفى الإقليمي لخنيفرة، واتفاقية شراكة تتعلق بتدبير القوافل الطبية بإقليم خنيفرة لسنتي 2019 و2020، مع عدد من المتدخلين، من بينهم وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والمجلس الإقليمي لعمالة خنيفرة، وجماعتها الحضرية، والوكالة الحضرية لخنيفرة، إضافة إلى شركة العمران. وعاشت الساحة المقابلة لمقر عمالة خنيفرة، منذ الساعات الأولى لصباح يوم أول أمس السبت، حالة استنفار أمني، حيث دفعت السلطات بعدد من عناصر الأمن من الشرطة وأفراد القوات المساعدة، والذين فرضوا طوقا أمنيا على محيط مقر العمالة، في محاولة منهم لمنع الوقفة الاحتجاجية للمتظاهرين ضد وزير الصحة أناس الدكالي، غير أن المحتجين بحسب ما أفاد به ل»أخبار اليوم» مصدر قريب من الموضوع، نجحوا في الوصول إلى الساحة قادمين إليها من مختلف أحياء المدينة، ونفذوا هناك وقفة احتجاجية بالتزامن مع وصول وزير الصحة أناس الدكالي والوفد المرافق له، حيث استقبلوه بشعارات قوية تسائله عن الوعود التي قدمها للسكان خلال زيارته للمنطقة مطلع يناير الماضي، وفي مقدمتها إحداث مركز الأنكولوجيا لتشخيص وعلاج وإيواء مرضى داء السرطان بخنيفرة، كان مقررا أن يحدث بالمستشفى الإقليمي القديم الكائنة بحي «حمرية»، قبل أن يفاجأ السكان برغبة الوزارة لتحويل جزء من البناية إلى مركز لتشخيص داء السل، والباقي لمتاجر وساحة خضراء ومرافق لفائدة الجماعة الحضرية للمدينة، تنفيذا لاتفاقية وقعتها الجماعة مع وزارة الصحة، بحسب ما كشف عنه المتظاهرون في اتصال أحد المنظمين للوقفة بالجريدة وكشف بلاغ للتنسيقية المحلية لجمعيات وفعاليات المجتمع المدني بخنيفرة، (توصلت «أخبار اليوم» بنسخة منه)، أن خروج عدد من سكان المدينة لاستقبال وزير الصحة بالاحتجاجات والشعارات الغاضبة أمام مقر العمالة التي حل بها يوم أول أمس، سببه النقص الحاد في جودة الخدمات الطبية، والتي لمسها السكان بالمرافق الصحية بالوسطين الحضري والقروي بإقليم خنيفرة، فيما اتهم ذات البلاغ بلسان المتظاهرين، وزير الصحة أنس الدكالي، بعدم وفائه بالوعود التي قدمها للسكان خلال خروجهم في مسيرة حاشدة ضده، مطلع شهر يناير الماضي، تزامنت مع زيارة الوزير للمركز الاستشفائي الإقليمي بعاصمة زيان، حيث وعد المحتجون حينها، بإصلاح أعطاب قطاع الصحة بالإقليم، وتمكين المركب الاستشفائي بالأطر الطبية الكافية والتجهيزات البيو- طبية اللازمة وسيارات الإسعاف، لكن كلام الوزير، يردف بلاغ المحتجين، ظل مجرد وعود، وها هو يعود اليوم للمدينة من جديد بخفي حنين، مما أغضب السكان ضده فخرجوا للاحتجاج عليه، تورد الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني بخنيفرة في بلاغ تنسيقيتهم المحلية. رد وزير الصحة أنس الدكالي على الاحتجاجات القوية التي استقبله بها سكان مدينة خنيفرة، يوم أول أمس السبت، جاء من خلال بلاغ للوزارة، عممته على نطاق واسع، حيث أوضحت الوزارة بأن الوزير قام بالتوقيع على مذكرة تفاهم وشراكة مع ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والمجلس الإقليمي لعمالة خنيفرة، وجماعتها الحضرية، والوكالة الحضرية لخنيفرة، إضافة إلى شركة العمران، موضوعها مشروع التجديد الحضري للمستشفى الإقليمي القديم الموجود بحي «حمرية» بمدينة خنيفرة، والذي يهم، بحسب وزير الصحة، بناء مركز لتشخيص داء السل والأمراض التنفسية، وتعويض الوحدات الطبية المتبقية بالموقع، مع توفير وحدات سكنية للمسؤولين الإقليميين لقطاع الصحة، إضافة إلى خلق قطب حضري على مستوى موقع المستشفى القديم يضم ساحة عمومية وفضاءات خضراء، فيما صام بلاغ الوزير في الرد على وعده الذي سبق أن أعطاه للمحتجين خلال زيارته للمدينة بداية شهر يناير الماضي، والخاص بإحداث مركز الأنكولوجيا لتشخيص وعلاج وإيواء مرضى داء السرطان والذين يزداد عددهم سنة بعد أخرى، حيث يجبرون على التنقل نحو فاس أو الرباط، كما يقول المحتجون الغاضبون على وزارة الصحة. وبخصوص الأعطاب الطبية ومحدودية الولوج للعلاج، والتي ركزت عليها احتجاجات الغاضبين على الوضع الصحي بالإقليم، ومطالبتهم بتسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية للقرب بالوسط القروي، أوضح بلاغ وزارة الصحة، أن الوزير الدكالي، وفي إطار مساعيه لتحسين العرض الصحي، عجل بتوقيع اتفاقية شراكة تتعلق بتدبير القوافل الطبية بإقليم خنيفرة لسنتي 2019 و2020، حيث أعطى بدوار آيت نوح بجماعة موحى أوحمو الزياني بضواحي مدينة خنيفرة، مساء أول أمس السبت، انطلاق أول قافلة طبية برسم برنامج 2019-2020، وذلك في إطار شراكة مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، والمجلس الإقليمي لخنيفرة، وجمعية أطلس لدعم الوحدات الطبية المتنقلة، بتكلفة مالية تناهز 2 مليون درهم، فيما أشرف الوزير بالجماعة القروية أكلمام أزكزا، يضيف بلاغ وزارة الصحة، على تدشين المركز الصحي القروي ب»أسول»، بعد خضوعه لأشغال التوسعة والتأهيل من طرف وزارة الصحة بغلاف مالي يناهز 733 ألف درهم.