تجمع عدد من المحتجين أمام مقر عمالة إقليمخنيفرة، صباح السبت 21 شتنبر 2019، قبل ساعة واحدة من وصول وزير الصحة، أناس الدكالي، في ثاني زيارة له للإقليم، وذلك على خلفية المطالبة بإحداث مركز للأنكلوجيا للكشف المبكر وعلاج داء السرطان، والتي اقترح من خلالها نشطاء المجتمع المدني امكانية تخصيص أجنحة من «المستشفى القديم» لإنشائه، ليفاجأ الجميع بطرح المجلس الإقليميلخنيفرة وضعية هذا المستشفى، ضمن نقاط جدول أعمال دورة 9 شتنبر 2019، ومصادقته على قرار تحويله لمشروع تجاري وسكني وموقف للسيارات، الأمر الذي اعتبره المعنيون إجهاضا لحلم الخنيفريين. وبينما وقع التجمهر أمام عمالة الاقليم، استجابة لنداءات فايسبوكية، تمت مواجهة المشاركين فيه بتدخل أمني ، ما حول الموقف من التجمهر إلى مسيرة جابت بعض الشوارع الرئيسية، وذلك في الوقت الذي التحق فيه وزير الصحة بمقر العمالة، حيث قدمت له شروحات بخصوص مضامين الاتفاقيات والمشاريع التي جاء من أجل الاشراف عليها، وتهم ما سمي ب «التجديد الحضري للمستشفى القديم» وتدبير القوافل الطبية، لينتقل الجميع إلى القاعة الكبرى حيث تمت أشغال اللقاء. وخلال اللقاء، تم الحسم الرسمي في ملف «المستشفى القديم»، بعد التوقيع على اتفاقية الشراكة/ مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة والمجلس الاقليمي وإعداد التراب الوطني وجماعة خنيفرة وشركة العمران، من أجل «مشروع التجديد الحضري لموقع المستشفى القديم»، والذي أطلق عليه اسم «حي المستشفى القديم»، على مساحة هكتار و16 آرا، ويتضمن مرافق عمومية تابعة لوزارة الصحة، بناء مركز تشخيص داء السل والأمراض التنفسية، ساحة عمومية، مواقف السيارات، إضافة إلى شقق من الصنف المتوسط ومحلات تجارية، حيث تقرر الشروع في الإنجاز وفق جدولة زمنية يتم الاتفاق عليها بين الاطراف المتعاقدة، في حين لم تتم الاشارة، لا بالواضح ولا بالمرموز، للجدل القائم بخصوص مطلب إحداث مركز لداء السرطان؟ أما في ما يتعلق باتفاقية الشراكة الثانية، فتم توقيعها بين وزارة الصحة وجمعية الأطلس لدعم الوحدات الترابية (صاحبة المشروع) والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعات الترابية المعنية، وتتعلق بتدبير وتسيير القوافل الطبية برسم سنة 2019/ 2020، بغلاف مالي قدره 2.050.000 درهم، وتهدف إلى تعزيز العرض الصحي وتقديم الخدمات الصحية للقرب على الصعيد القروي. ومن جهته، ركز وزير الصحة على مشروع «المستشفى القديم» باقتراح التفكير في تخصيص زاوية منه للجانب الثقافي والترفيهي، مؤكدا أن حضوره للإشراف على الاتفاقية المتعلقة بهذا المشروع يعني توثيق التزاماته بهذا الخصوص، مشيرا إلى الاتفاقية المتعلقة بالصحة القروية المتنقلة بوصفها حلا استراتيجيا، في أفق العمل على الرقي بالقوافل الطبية ببرامج متخصصة تعطي للمؤسسات الصحية مكانتها، وبوسائل تتجاوز الظروف المناخية والتضاريس الوعرة، وتعطي الأهمية لصحة الأم والطفل بالتقنيات الحديثة ومقاربة تقليص الفوارق، داعيا إلى ضرورة التكوين المستمر، وإبراز مدى أهمية الرأسمال البشري وتدبير الرقمنة الحديثة، لافتا إلى أهمية التربية على العلاج المرتبطة بقناة المجتمع المدني، مستعرضا بعض المشاريع المنجزة (مستشفى الأمراض العقلية بخنيفرة، مركز تصفية الدم بمريرت، ثم المركز الصحي بالقباب الذي وعد بتجهيزه قريبا…)، مشيرا إلى ملحق اتفاقية يهم إنشاء مستشفى للقرب بأجلموس، ومذكرا باتفاقية شراكة مع مجلس الجهة بخصوص تحديث وتجهيز المستشفى الجهوي ومستشفيي أزيلال ومريرت. وفي ذات اللقاء، تحدث رئيس المجلس الاقليمي عن مشروع «المستشفى القديم»،باعتباره «سيساهم في تحسين المظهر المعماري للحي»، منطلقا من الإقرار «بعدم استفادة الاقليم مما ينبغي من الخدمات الصحية، حيث لا تتعدى 52 بالمائة من هذه الخدمات، الوضع الذي دفع بمسؤولي قطاع الصحة الى التفكير في حلول بديلة، ومن ذلك فكرة اقتناء وحدات طبية متنقلة ومجهزة، وتفويت تدبيرها لجمعية أطلس لدعم القوافل الطبية». وقدمت المديرة العامة للوكالة الوطنية للتجديد الحضري، في كلمتها، تصورا شموليا لمشروع ما سمي ب «حي المستشفى القديم»، في إطار ما اعتبرته «تثمينا للمجال العمراني على مستوى مدينة خنيفرة»، في حين استعرض المهندس المكلف بالمشروع خارطة هذا الأخير، انطلاقا من أرضية ما يهم المشاريع المهيكلة والتنموية الساعية لرد الاعتبار للبنايات العتيقة، ليتطرق بالتفصيل للمشروع وموقعه الجغرافي في علاقته بالأقطاب السياحية والمآثر التاريخية وببعض البنايات والأزقة العتيقة التي ينبغي جردها وتشخيصها وترميمها وتحديثها عمرانيا (زنقة الخرازة، زنقة وهران، قصبة موحى وحمو الزياني الخ..). هذا وأعطيت بدوار آيت نوح الانطلاقة لأول قافلة طبية برسم برنامج 2019-2020، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلس الإقليميلخنيفرة، وجمعية أطلس لدعم الوحدات الطبية المتنقلة، على أساس تنفيذ البرنامج المسطر للقوافل الطبية التي ستهم العديد من الاختصاصات، كما تم إعطاء انطلاقة أولى عمليات هذا المشروع على مستوى جماعة لهري، و بجماعة أكلمام أزكزا، تم تدشين مركز صحي قروي بمنتجع أسول، بغلاف مالي إجمالي قدره 733.266,00 درهما، بعد توسعته من طرف وزارة الصحة،مع بناء سكن وظيفي، وذلك «في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالعالم القروي».