بعد تحديه قرار الأمر بمغادرته التراب الوطني بسبب "إقامته غير الشرعية في المغرب"، رفع صاحب مشروع بناء النصب التذكاري للهولوكوست، بضواحي مراكش، السقف عاليا، بتوجيهه رسالة إلى الملك محمد السادس، يشتكي فيها ما سماه ب"تعسف السلطات المغربية". المواطن الألماني "أوليفر بينكوفسكي" نشر على صفحته في “فايسبوك”، نهاية الأسبوع الجاري، نص الرسالة، التي وجهها إلى الملك محمد السادس، وقال فيها إن منظمته استثمرت في نواحي مراكش مبالغ مهمة من أجل الفن، معتبرا أن الفن ليس جريمة. وفي ذات الرسالة، زعم المواطن الألماني أنه تعرض لتعنيف مفترض خلال استنطاقه من طرف الأمن، تزامنا مع تنفيذ قرار هدم النصب التذكاري، كما سبق له أن طالب بتعويضات مادية لهذا السبب. وكان المركز الترابي للدرك الملكي في آيت أورير قد فتح تحقيقا أمنيا مع “بينكوفسكي”، قبل أيام، في شأن قيامه بتشييد بنايات من دون الحصول على ترخيص مسبق من الجهات المختصة، وحول وضعية إقامته غير القانونية في المغرب، بسبب عدم قيامه بتجديد بطاقة إقامته منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ تشير أول بطاقة إقامة حصل عليها، عام 2015، إلى أنه كان يقيم في جماعة "أولاد حسون" المجاورة لمراكش، قبل أن ينتقل إلى القرية الصغيرة "آيت فاسكا"، التي تبعد بحوالي 26 كيلومترا عن المدينة الحمراء في الطريق المؤدية إلى ورزازات. كما تناول البحث القضائي التمهيدي اتهامه باختلاس الكهرباء لمشروعه "الإنساني"، المناهض للمذابح النازية، وضد اضطهاد الأقليات العرقية، والجنسية، من الإنارة العمومية للقرية المعزولة "آيت فاسكا"، ناهيك عن استعماله للأنترنت عبر الأقمار الصناعية. وسبق للمكتب الجهوي للحزب الاشتراكي الموحد في مراكش أن أصدر بيانا، اعتبر فيه "بناء متحف صهيوني في ضواحي مراكش تدنيسا لأرض المغرب، وأعلى درجات التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومؤسساته الموازية"، منددا بشدة ما اعتبره "قرارا للحكومة المغربية بالسماح لمؤسسة صهيونية باستباحة أرض المغرب، وهو القرار المعادي للشعب المغربي، الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية". ودعا الحزب "كل الهيآت، والفعاليات الوطنية، والديمقراطية، والتقدمية للتحرك المستعجل لمواجهة هذا المشروع"، قبل أن تتدخل السلطات لهدمه.