قررت المحكمة الابتدائية بالرباط، اليوم الأربعاء، تأجيل النظر في الدعوى التي رفعها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد الحكيم بنشماش، ضد سمير كودار، ويطالب فيها بالحكم ببطلان انتخابه رئيسا للجنة التحضيرية. وستعقد جلسة ثالثة يوم 18 شتنبر، بعدما طالب دفاع بنشماش بذلك قصد الاطلاع على المذكرة الجوابية التي قدمها خصومه، أي دفاع كودار للمحكمة. وسيترك هذا التأجيل مساحة زمنية أمام تيار “المستقبل” للاستمرار في التحضير لمؤتمره المقرر يوم 26 شتنبر، دون اكتراث بالإجراءات التي يشنها بنشماش، رغم وجود مخاوف من تأجيلها لمرة جديدة أو الحكم فيها في تاريخ لاحق على موعد المؤتمر. وبدأت شاحنات تصل اليوم الأربعاء، إلى مجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة في بوزنيقة، وهي تنقل الوسائل اللوجستيكية التي ستخصص لوضع التجهيزات المرتبطة بالمؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة الذي دعا إليه تيار “المستقبل”، بينما أطلق الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، في مقابل ذلك، سلسلة جديدة من الإجراءات لمنع خصومه من استخدام هذا المجمع. مصدر مطلع من الحزب، أسر ل”اليوم 24″، بأن بنشماش وجه مراسلة إلى مدير المجمع المذكور تتضمن جردا بالقرارات المتخذة من لدن حزبه بخصوص اللجنة التحضيرية التي يقودها سمير كودار، وأيضا بخصوص كودار نفسه. كما راسل كل من عمالة إقليم بن سليمان، التي يتبع المركب المذكور لنفوذها الترابي. كما سيوجه في هذا الصدد، مراسلة إلى وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، يدعوه فيها إلى تطبيق القانون بخصوص عقد مؤتمر باسم الحزب لم يدع إليه أمينه العام. وكان بنشماش قد راسل مرارا مصالح وزارة الداخلية، سواء على مستوى المركز، أو بالجهات، في محاولات منه لمنع عقد اللجنة التحضيرية لاجتماعاتها، لكن السلطات قررت ألا تفعل ذلك، وتركت كودار ينفذ اجتماعاته واحدا تلو الآخر، كان آخرها بطنجة. وتلقي هذه السوابق في المعاملة، شكوكا كبيرة حول ما إن كانت سلطات الداخلية ستنظر بعين الاعتبار إلى المراسلات الجديدة لبنشماش بخصوص عقد المؤتمر. إلى ذلك، ليس مؤكدا ما إن كان بنشماش سيطرح المزاعم المتعلقة بتهديده بالتصفية الجسدية على القضاء كذلك. مصدر قيادي بالحزب قال إن بنشماش أخبر المكتب الفيدرالي في اجتماع الأحد، بأن “التسجيل الذي توصل به خطير لدرجة كبيرة”، وبأنه “يأمل في ألا تكون مضامينه صحيحة أو تنطوي على جدية”، لكنه كما يستدرك المصدر نفسه، لم يشر إلى عزمه على إحالة القضية على النيابة العامة أو أي جهة أخرى مختصة بالتحقيق. وينتقد قياديون في تيار “المستقبل” إعلان بنشماش وأنصاره عن تلقي تلك التهديدات بالقتل، بدعوى أن الرجل “يستخدم أي طريقة وإن كانت مشكوك فيها، في صراعه الداخلي مع خصومه بالحزب”. ونفة قيادي في هذا التيار وجود أو إطلاق أي تهديدات بالقتل أو غيره ضد بنشماش، معتبرا أن “بنشماش انتهى، وليس هناك شيء يمكن أن يختلقه لتفادي ذلك”.