كشفت دراسة أميركية حديثة أن مرض السمنة يؤثر بالسلب على مناطق في الدماغ المسؤولة عن حاسة التذوق. الدراسة أجراها باحثون بجامعة “بينغهامتون” الأميركية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية Frontiers in Integrative Neuroscience العلمية. ولرصد تأثير زيادة الوزن على حاسة التذوق، راقب الفريق مجموعة من الفئران التي تعاني من السمنة. وركز الفريق على آثار السمنة على الاستجابات لمحفزات التذوق في نواة تسمى tractus solitaries وهي جزء من الدماغ يشارك في معالجة حاسة التذوق لدى البشر والفئران. وسجل الباحثون ردوداً على محفزات التذوق من خلايا وحيدة في جذع الدماغ من الفئران التي أصيبت بالسمنة، عن طريق تناول نظام غذائي غني بالدهون. ووجدوا أن استجابات التذوق لدى هذه الفئران المصابة بالسمنة كانت أصغر من حيث الحجم، وأقصر في المدة، واستغرق الأمر وقتاً أطول لتطويرها، مقارنةً بتلك الموجودة في الفئران التي تناولت أطعمة خالية من الدهون. وكشفت الدراسة أن هذه النتائج تشير إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون ينتج ردوداً غير واضحة، لكنها أكثر تأثيراً على الأماكن المسؤولة عن حاسة التذوق في الدماغ. وقالت باتريشيا دي لورينزو، قائد فريق البحث، إن “هذه النتائج لا تنطبق إلا على الفئران في الوقت الحالي، لكن هذه العملية نفسها يمكن أن تحدث لدى البشر أيضا”. وأضافت: “لقد اكتشف علماء آخرون أن عدد براعم التذوق على اللسان تتناقص لدى الفئران والبشر الذين يعانون من السمنة المفرطة، وبالتالي فإن تأثيرات السمنة على استجابات التذوق في الدماغ البشري ممكنة أيضاً”. ووفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 1.4 مليار نسمة من البالغين يعانون من فرط الوزن، وأكثر من نصف مليار نسمة يعانون من السمنة، ويموت ما لا يقل عن 2.8 مليون نسمة كل عام بسبب فرط الوزن أو السمنة.