بعد الجدل الذي أثاره «غونتر غراس» حول انتمائه إلى كتيبة نازية وهجومه الشهير على إسرائيل، يعود الكاتب الألماني، صاحب «الطبل الصفيح»، ليثير زوبعة أخرى، من خلال هجومه هذه المرة على المواقع الاجتماعية على الإنترنت، خاصة الفايسبوك. ». هاجم الأديب الألماني «غونتر غراس»، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1999، مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت ومنها الفايسبوك، هجوما لاذعا، واصفا إياها بال»هراء». وقال إنه يجب على الناس الابتعاد عنها. إذ أدلى غراس بهذه التصريحات في مقابلة بالفيديو لصالح متحف لويزيانا للفن الحديث في همليبيك بالدنمرك، بالتعاون مع الموقع الألماني على الإنترنت «سيسرو أون لاين»، الذي يعنى بالثقافة السياسية. ودعا جراس، الأديب المعاصر الأكثر شهرة في ألمانيا، والذي عرف عنه أنه يعبر عما يجيش في صدور الآباء، الناس للنأي بأنفسهم عن التكنولوجيا الحديثة، خاصة موقع «الفايسبوك»، قائلا إن «كل هذا الهراء». كما أشار إلى أن الفكرة التي تخضع للاتصال بصورة مستمرة، والتي ربما تتعرض للمراقبة، هي فكرة «بغيضة». وأعرب غونتر غراس، الذي يبلغ من العمر 85 عاما، عن دهشته من أن الكثير من الناس يتسمرون أمام الحواسيب ولا يكادون يبتعدون عن الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، حتى من بعد ما كشفت وكالة الأمن الوطني الأمريكية «أن أس أيه» عن برنامج ضخم للمراقبة على شبكة الإنترنت من جانب أجهزة سرية أمريكية وبريطانية. في هذا السياق، قال غراس: «ومع وضع كل ما تم التوصل إليه في الاعتبار، فإن ما يدهشني هو أن ملايين الناس لم تبتعد بنفسها عن الفايسبوك وكل هذا الهراء، ولن أكون أنا نفسي جزءا منه». إذ قال غراس إنه تحدث كثيرا مع أبنائه الثمانية وأحفاده الثمانية عشر عن الفايسبوك، وهو ما أدى إلى هذه القناعة في عدم حبهم له، مشيرا بقوله «لدي بعض التحفظات، فعندما يبلغني أحدهم.. بأنني أتصفح الفايسبوك الآن... ولدي 500 صديق، أرد وأقول إن أي شخص لديه 500 صديق لا يوجد لديه أي أصدقاء»، مؤكدا أن التجارب الافتراضية الظاهرة على الإنترنت لن تكون بديلا عن التجارب المباشرة. واعترف صاحب رواية «الطبل الصفيح» أنه يشعر مثل الديناصور لأنه لا يزال يكتب نصوص مؤلفاته بخط يده، قبل أن يكتبها على الآلة الكاتبة القديمة، مشيرا إلى أن غرفة مكتبه لا تتوفر على جهاز حاسوب، كما أنه لا يملك أي هاتف محمول. إذ أردف غراس قائلا: «وإذا أردت أن أحصل على معلومة، فإنني أبذل الجهد والبحث للتوصل إليها، في الكتب والمكتبة، وربما يكون هذا أبطأ قليلا. فعلا، يمكن للأجهزة والأدوات الحديثة تسريع الأشياء، ولكن لا يمكنك أن تشرع في الأدب على سبيل المثال، لأنك إذا فعلت ذلك، فإن هذا سيكون على حساب الجودة». وغونتر غراس أديب متعدد المواهب. فهو روائي ومعلق سياسي ورسام ونحات، وله أعمال مسرحية شهيرة، ولد في أكتوبر عام 1927 في مدينة «داينتسج» التي ضمت إلى بولندا بعد الحرب العالمية الثانية، ويعد أحد الأدباء الألمان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو يعيش الآن بالقرب من مدينة «لوبيك» بشمال ألمانيا. وقد حصل غراس على جائزة نوبل للآداب عام 1999 عن دوره في إثراء الأدب العالمي وعن ثلاثيته الشهيرة «ثلاثية داينتسج». من أشهر أعماله الأدبية رواية «الطبل الصفيح»، التي أثارت زوبعة في الأوساط الأدبية والسياسية وقت صدورها عام 1959 وتحولت إلى فيلم سينمائي عام 1979، وهي من أشهر الروايات الألمانية وتحكي تاريخ المجتمع الألماني منذ نهاية القرن 19 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وله أعمال نثرية وكتابات شعرية انتقد في قصيدة منها إسرائيل.