ضمن تشخيص مفصّل لحراكي الجزائر، والسودان، وتعاطي حكومتي البلدين، وأنظمة المشرق العربي معهما، نبّه الأمير مولاي هشام إلى أن استراتيجية محور الثورة المضادة لن تنطلي على أي حراك في المغرب، كما ستتعثر في الجزائر. وقال هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، في مقال نشره عبر مجلة “أوريان 21″، الفرنسية، إن استراتيجية المحور المضاد للثورة، المتشكل من السعودية، والإمارات، ومصر، “سوف تفشل بشكل عام في بلدان المغرب لأسباب عدة”، موضحا أنه إن كان المحور يزدهر باستغلاله الانقسامات السياسية، “فهو لن يستطيع فعل ذلك في بلدان المغرب، لأنه لم تعد هناك خلافات أيديولوجية”. وأكد العلوي أن حتى خيار مساندة الحركات الجهوية في الأقاليم لا طائل من تحته، “لأنها ليست انفصالية”، مستشهدا بحراك الريف على سبيل المثال، حيث أبرز أنه “يسعى إلى اتخاذ المكانة الجديرة به ضمن الوطن المغربي، لا أن ينفصل عنه”، ورشح الكاتب الدعم المكثف للسلفية، خيارا وحيدا ممكنا بالنسبة إلى الرياض، كما هو الحال في ليبيا، عبر الحركة المدخلية، إلا أن هذه الاستراتيجية، يضيف العلوي، “قليلة الجدوى في البلدان المغاربية، بحكم أن هذه الحركات معروفة بموالاتها للشرعية، وطاعتها للأنظمة الحاكمة”. وذكر الباحث في مركز ويذرهيد للشؤون الدولية في جامعة “هارفارد”، أن حركات المعارضة الديمقراطية المغاربية لم تكرر الخطأ المتمثل في انتهاج الشعبوية، التي يمكن أن تكون سبباً آخر في الشقاق، مشددا على أن أهم ما سيعرقل استراتيجية دول المحور المضاد للثورة، هو تنامي الحساسيات ضد السعودية، والإمارات، ومصر، لدى الشعوب المغاربية في السنوات القليلة الماضية، بشكل يتعاظم مع الأيام. أما في تشخيصه لطبيعة النظام السياسي في الجزائر، فلفت الأمير العلوي مولاي هشام الانتباه إلى أن النموذج الجزائري في الاستبداد “قد دمج تكتيك اختيار النخبة للمقربين على طريقة (المخزن) المغربي، مع سياسة توزيع الريع على طريقة بلدان الخليج، وهما أسلوبان أدركهما تماماً”، وهذا تم من خلال، يضيف الكاتب، “سحب عبد العزيز بوتفليقة من الجيش قدرته على التحكم بأجهزة المخابرات، فأدخل فيها عناصر تدين له بالولاء”، فضلا عن إنشائه “طبقة جديدة من الأوليغاركية (الأقلية الحاكمة من الأثرياء وأصحاب النفوذ) بفضل أموال النفط”. ويرى ابن عم الملك أن انجذاب النخب المسيطرة في الجزائر، وأحزاب المعارضة الشرعية إلى هذا النمط من الحفاظ على النظام، أدى إلى “فقدانهم أي مصداقية في نظر عامة الناس، التي باتت ترى فيهم مجرد دمى تحركها الدولة”، وهو ما حصل في كثير من البلدان العربية، بحسب مقال الكاتب، الذي اختار له عنوان “من الجزائر إلى السودان: زخم جديد للربيع العربي”. وسلط الأمير مولاي هشام، في هذا المقال المنشور على مجلة “أوريان 21” الفرنسية، الضوء على انتفاضتي السودان، والجزائر، وتعاطي النظامين الجزائري، والسوداني “اللذين يتبوأ فيهما الجيش دوراً محورياً” معهما، مستعرضا رأيه، المتمثل في أن ما يحدث اليوم داخل البلدين، ليس تكراراً لموجات الربيع العربي الأولى، بل حراكاً يستخلص العبر من الماضي، وأخطائه.