تداعيات الصراع الداخلي الطاحن بحزب الأصالة والمعاصرة تصل إلى تنظيماته الموازية، فقد تقرّر تأجيل المؤتمر الجهوي لشبيبة الحزب بجهة مراكشآسفي، الذي كان مقررا انعقاده، يومه السبت، بمدينة ابن جرير، وكان مبرمجا أن يترأس جلسته الافتتاحية الأمين العام للحزب، حكيم بنشماس، الذي كان منتظرا أن يحل بعاصمة الرحامنة مرفوقا ببعض أعضاء المكتب السياسي الموالين له. نبيل الزاير، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أوضح بأن القرار تم اتخاذه من طرف اللجنة، مساء الأربعاء المنصرم، من أجل النأي بشبيبة الحزب عن الدخول في ما اعتبره «صراعا تنظيميا» داخل «البام»، وحفاظا على اللحمة الحزبية الداخلية على الصعيد الجهوي. وأضاف الزاير، في تصريح أدلى به ل»أخبار اليوم»، بأن شبيبة الحزب اتخذت موقف الحياد من الصراع الداخلي بالحزب، وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع «التيارات» المتصارعة، مشددا على أن الشبيبة لا يمكن أن تؤجج هذا الخلاف، بل ستساهم في تبديده ورأب الصدع الداخلي، ومؤكدا بأن اللجنة ستعقد اجتماعا موسعا، في غضون 15 يوما المقبلة، للتداول في الموعد الجديد للمؤتمر، الذي رجّح بأن يلتئم في أواخر يوليوز القادم. وفضلا عن «الظروف الداخلية غير المناسبة» لانعقاد المؤتمر، والتخوف من أن تخيّم عليه أجواء الصراعات الداخلية للحزب، أرجع مصدر قيادي في «البام» تأجيل المؤتمر إلى خلاف اندلع، في آخر لحظة، بسبب تباين وجهات النظر حول توجيه الدعوة من عدمها لبعض القياديين، خاصة نائب الأمين العام ورئيس مجلس جهة مراكشآسفي، أحمد اخشيشن، ونائبه في المجلس نفسه ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع المقبل للحزب، سمير كودار، والأمين الجهوي للحزب النائب البرلماني المُقال، عبد السلام الباكوري، الذين سبق لبنشماس أن أصدر قرارات ضدهم تراوحت بين بالتجريد من المهام الحزبية (اخشيشن والباكوري) والطرد النهائي من الحزب (كودار). وأوضح المصدر نفسه، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، بأن مواقف أعضاء اللجنة تباينت بين من رفض توجيه الدعوة للقياديين المذكورين لحضور المؤتمر، معتبرا حضورهم «خروجا عن المنهجية التنظيمية»، فضلا عن كونه «استفزازا للأمين العام للحزب»، وبين من تشبث بدعوتهم لحضور المؤتمر، معتبرا بأن موقف الحياد يقتضي ذلك، وبالنظر، أيضا، إلى المهام التنظيمية الحزبية الوازنة الموكلة إلى هؤلاء القياديين، الذين لوّحوا بتعبئة رؤساء الجماعة وباقي المنتخبين بالجماعات الترابية بالجهة إلى مقاطعة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وهو ما كان سيهدد بإفشاله. وحسب مصدرنا، فإن إصرار الموالين للأمين العام، أو من يطلقون على أنفسهم «تيار الشرعية»، على عدم دعوة مجموعة من القياديين الوازنين لحضور المؤتمر، حال دون أن يكون ذلك الاستحقاق التنظيمي الحزبي لحظة «انفراج تنظيمي»، وضيّع فرصة مواتية على شبيبة الحزب في أن تدخل على الخط لتقريب وجهات النظر بين «التيارات» المتصارعة، وتدوير الزوايا في القضايا الخلافية المستعصية داخل الحزب. واعتبر المصدر عينه بأن التيار المناهض للأمين العام، خاصة ما يُعرف بتيار المستقبل، كسب جولة أخرى في مواجهته، وذلك بتأجيل المؤتمر الذي يقولون إن بنشماس كان سيستغله في توجيه رسالة سياسية مفادها بأنه مدعوم من جهات نافذة في الدولة، بترؤسه للجلسة الافتتاحية للمؤتمر بعاصمة الرحامنة التي تشكلت فيها النواة الأولى للحزب.