فاجأ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”، اليوم الإثنين، الجميع، بعد أن أصدر عقوبات “مخففة” على نادي الصفاقسي التونسي، بعد الأحداث اللارياضية التي أعقبت مباراته أمام نهضة بركان، في إياب نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي. فقد اكتفت اللجنة التأديبية التابعة ل”الكاف” بتوقيف ثلاثة لاعبين فقط لأربع مباريات، منها مباراة واحدة موقوفة التنفيذ، كما تم توقيف مساعد المدرب لست مباريات موقوفة التنفيذ، مع غرامة مالية قدرها 40 ألف دولار، وهي العقوبة التي “فاجأت” الجميع، بما فيهم الفريق التونسي. إصدار الاتحاد القاري للعبة لهذه القرارات، جاء بعد حملة “شرسة” شنها التونسيون ضد ال”كاف”، قام بها الاتحاد التونسي للعبة، ورئيسه وديئ الجريئ، الذي ضغط بكل ثقله ونفوذه من أجل حماية الصفاقسي، وتجنيبه من عقوبات ثقيلة، كانت لتحرمه من المشاركة القارية، لسنتين على الأقل، بالإضافة إلى معاقبة عدد من لاعبيه البارزين، الذين تبث تورطهم في الاعتداء على الحكم. فإلى جانب الحملة الإعلامية الواسعة، التي شنها التونسيون، واتهام رئيس “الكاف” بالتحكم فيه من قبل المغرب، ونائبه، فوزي لقجع، فإن رئيس الجامعة التونسية، نهج أسلوب ” أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم” ووصل به الحد إلى درجة المطالبة بمعاقبة لاعبي نهضة بركان أيضا، بسبب ” اعتدائهم على الفريق”. لجنة جامعية تونسية رفيعة، حلت أمس في مقر “الكاف” بالقاهرة، يرأسها وديع الجريئ، وأعضاء من إدارة النادي التونسي، وأعدت “ملفا” تقول إنه “يحتوي على كل ما يثبت المضايقات التي تعرض لها النادي قبل المباراة، والمرتبطة بالإقامة والتنقل والأخطاء التحكيمية”. تبريرات التونسيين، الهدف منها هو توجيه تركيز “الكاف” ومعه الرأي العام من “الاعتداءات الهمجية” التي تعرض لها الحكم السينغالي بعد المباراة، وتخريب مرافق وتجهيزات الملعب بعد اللقاء، والتي تبث تورط أزيد من 7 لاعبين فيها، حسب تقارير تونسية، إلى ظروف ما قبل المباراة والأمور الجانبية، بغرض التشويش على الكاف، وهو الأمر الذي نجحت فيه الجامعة التونسية. وبالإضافة إلى ضغط الجامعة، فإنه من الوارد جدا أن يتم ممارسة ضغط من نوع آخر من طرف طارق البوشماوي، العضو البارز في “الكاف” وواحد من الأسماء النافذة داخل هذا الاتحاد القاري، والذي يبدو أن دوره واضح في تجنيب الصفاقسي أثقل العقوبات. السؤال الذي يطرح اليوم، هو ماذا لم يكن فريق تونسي هو من ارتكب ما تم ارتكابه؟ وهل ستفتح هذه العقوبات “المخففة” الباب أمام ممارسات مماثلة تعيد الكرة الإفريقية سنوات للخلف؟