في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المغربية، عن قبولها ترحيل أول مجموعة من المغاربة المتواجدين في مناطق القتال بسوريا، خرج “داعشي” مغربي جديد، في أول حوار له بعد مغادرته لجيب تنظيم داعش، للحديث عن تفاصيل التحاقه بالتنظيم المتطرف في سوريا، وأمله في الذهاب إلى أوروبا، حيث كان قد قضى عدة سنوات قبل قراره الالتحاق بصفوف القتال. وخرج “منصف المخير”، والذي يبلغ من العمر 22 عامًا، في حوار حديث له مع وكالة “رويترز” من مخيم قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، ليبدي رغبته في السفر إلى إيطاليا، ليبدأ حياة جديدة، مدعيًا أنه تخلى عن فكرة “الخلافة” التي أعلنها التنظيم بعد شعور متزايد بالاستياء من قادته. خرج “منصف المخير”، من آخر جيوب تنظيم “داعش”، شرق سوريا، واستسلم لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، قبل شهرين، وتحدث إلى “رويترز” في أول مقابلة منذ استسلامه لقسد. ويحكي “منصف” أنه قضى قبل انضمامه للتنظيم إلإرهابي جزءا من حياته في ميلانو مع خالته التي يصفها بأنها أمه، قبل إيداعه في دار يشرف عليها قس إيطالي للشبان الذين يعانون من اضطرابات، كما قضى أيضًا شهرًا في السجن بتهمة تتعلق بالمخدرات. انضم الداعشي، الذي كان ملحداً ويهوى موسيقى الراب ويحلم بالانتقال إلى الولاياتالمتحدة، إلى التنظيم الإرهابي في سن الثامنة عشرة من عمره، إذ يعد واحدًا من آلاف من أنحاء العالم جذبتهم وعود داعش بإقامة “خلافة إسلامية” تتجاوز الحدود. وفي الوقت الذي تقول فيه قوات “قسد” إن تنظيم “داعش” يعيش آخر أيامه، يقول “منصف”، إن التنظيم يخطط للمرحلة التالية، والتي تركز على تهريب مئات من الرجال لتأسيس خلايا نائمة عبر العراق وشرق سوريا، مضيفا أن المتشددين مصممون على الرد. وقال “المخير” الذي يسير على عكازين بعد إصابة ساقه في القصف أنه يتمنى الرجوع إلى إيطاليا حيث قال “أتمنى أن أرجع إلى إيطاليا عند أهلي وأصدقائي، يستقبلوني يساعدوني أن أعيش حياة جديدة، أنا أريد فقط أن أخرج من هذا الفيلم تعبت”. “منصف” الذي قضت محكمة ميلانو في حقه بالسجن في عام 2017 بالسجن ثمانية أعوام، بتهمة “نشر دعاية للدولة الإسلامية” ومحاولة تجنيد إيطاليين، احتجز في سجون قوات سوريا الديمقراطية، منذ خروجه من الباغوز، آخر جيوب التنظيم، حيث تحدث عن تزايد الفوضى بين أعضاء التنظيم مع اقتراب الهزيمة، وعن نزاعات بينهم مع فرار كبار القادة من سوريا. منصف المخير، قد يواجه تنفيذ عقوبته الحبسية في حال عودته إلى إيطاليا، كما قد يواجه نفس المصير في حالة عودته إلى المغرب، فيما يقدر عدد المغاربة، الذين التحقوا بساحات القتال في الشرق الأوسط، خلال السنوات الأخيرة ب1600 شخص، يتم بشكل منهجي توقيفهم، ومحاكمتهم، وسجنهم عند عودتهم، حيث تراوحت العقوبات السجنية بين عشر سنوات و15 سنة، فيما سبق للمغرب أن أوقف إلى حدود منتصف عام 2018 أكثر من مائتي "عائد"، وأحيلوا على القضاء.