بعد إصراره منذ مدة على الترويج لخطاب الأمل، وفي موقف مثير، اعترف حزب التجمع الوطني للأحرار أخيرا، بأن المغاربة يشعرون ب”الحكرة”، والمغرب يواجه “مشكلات وتحديات كبيرة”. وقال قياديون في حزب الحمامة، في افتتاح مؤتمر مغاربة العالم بإسبانيا، أول أمس السبت: “إنهم اختاروا خطاب الواقع لأنهم يتقاسمون مع المغاربة آلامهم”، مشددين “بالرغم من المكاسب والإنجازات التي حققها المغرب، إلا أنه مازال يعيش مشكلات عدة، كالرشوة والهشاشة والبيروقراطية والفقر والبطالة والعجز والظلم والحكرة، وعدم احترام القانون في كثير من المجالات”. رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، قال إن: “مشكلات المغرب تتجلى، أساسا، في قطاعات ثلاثة، وهي التعليم والصحة والتشغيل”، داعيا إلى “إعادة النظر في المنظومة التعليمية، ومنح فرص التشغيل لأبناء المغاربة في المستقبل”، موضحا أن هؤلاء “يعانون من حكرة الإدارات العمومية ومؤسسات الصحة”، قائلا: “المواطن عندما يحتاج إلى الصحة، لا يجد الخدمات التي يتمناها”. وعاد أخنوش للهجوم على حزب العدالة والتنمية الذي وصفه ب”العدمي”، داعيا مغاربة العالم إلى عدم التصويت عليه في الانتخابات المقبلة، “لا تتركوا المجال للعدميين، يجب أن نسير في الطريق الصحيح لبناء البلد بشكل سليم”، مضيفا في السياق نفسه: “يجب أن نذهب جميعا بالمغرب إلى السكة الصحيحة تحت قيادة الملك”، وقال مهاجما البيجيدي: “يجب ألا نترك البلد لشي واحد يدير بيها شي فيراج، راه مايمكنش، حزبكم في حاجة لكم وبلدكم في حاجة لكم، ولديكم وسائل لإيصال خطابنا للمواطنين”. ودعا أخنوش، أعضاء حزبه بالخارج، إلى “انتقاد التجمع الوطني للأحرار، في حالة ظهور ممارسات أو أشياء لا تروقكم، يجب عليكم النظر هل نسير في الاتجاه الصحيح أم لا؟ نحن نقوم بمجهودات ونشتغل يومي السبت والأحد في الجبال والبحار وعلى أرض الواقع، ونتواصل مع المواطنين لحل المشكلات، والإشكالات التي لم نستطع حلها سنضعها في برنامجنا لسنة 2021”. من جانبه، اعترف محمد أوجار، وزير العدل، وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، في كلمة له خلال مؤتمر “مغاربة العالم”، الذي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار، أول أمس السبت بالعاصمة الإسبانية مدريد، تحت شعار: “سنواصل المسار”، أنه “بالرغم من المكاسب والإنجازات التي حققها المغرب، إلا أنه يعيش مشكلات عدة كالرشوة والهشاشة والبيروقراطية والفقر والبطالة والعجز والظلم والحكرة وعدم احترام القانون في كثير من المجالات”، مضيفا: “كاين لي كيقول العام زين ولا توجد مشاكل، وكاين لي كيشوف غير المشاكل، لكننا في الأحرار نمسك العصا من الوسط”. وبنبرة انتقاد غير مسبوقة قال أوجار: “في بلادنا هناك قطار الTGV، لكن حين تلد امرأة بأعالي الجبال لا تجد سيارة إسعاف، ولدينا 30 جامعة، لكن حين يتخرج الطلبة لا يجدون العمل، والمواطن يشعر في علاقته بالإدارة والسلطة بالحكرة”، وتساءل القيادي التجمعي “كيف يجب أن نحل هذه المشكلات، حتى يتسنى لنا مواجهة الهشاشة والقضاء على الحكرة ومعالجة الصحة والتعليم والبطالة؟”. وعاد أوجار، ليؤكد أن رئيس الحزب عزيز أخنوش هو “المفتاح” لمشكلات المغرب، مشيرا إلى أن “طموح أعضاء حزبه هو أن يصبح أخنوش رئيسا للحكومة خلال الاستحقاقات الانتخابية لعام 2021، مؤكدا أن برنامج “الأحرار”، هو رفع الحكرة عن المواطن المغربي. داعيا مغاربة العالم إلى القيام ب”حملات إعلامية للترويج لبرنامج حزبه، حتى يتسنى له الحصول على المرتبة الأولى في 2021، وفقا لما قال لمغاربة العالم إنها “برامج واستراتيجيات واقتراحات تجعلكم تفتخرون بالمغرب الجديد الذي لا توجد فيه بطالة ولا حكرة ولا رشوة ولا فساد”. وشدد القيادي التجمعي “أن كل الإصلاحات التي تعيشها بلادنا، يجب أن نشكر عليها ملك البلاد لأنه مهندسها وراسم معالمها الكبرى”، مبرزا أن الأحرار “مدرسة لتكوين الأطر قصد وضعهم رهن إشارة البلد لترجمة إصلاحات الملك”.