تزامنا مع تجدد الاحتجاجات الرافضة لترشحه لولاية خامسة، لليوم الثالث على التوالي، خرج الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأحد، بخطاب شارد، دعا فيه الجزائريين إلى “استمرارية تضمن الحفاظ على سداد الخطى”، مشهرا خطر انتشار الإرهاب للتخويف مما يمكن أن يحدق بالبلاد. بوتفليقة، الذي يتوقع أن يتوجه، اليوم، إلى سويسرا من أجل العلاج، بعث رسالته الجديدة بمناسبة الذكرى ال63 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكذا الذكرى ال48 لتأميم المحروقات، التي قال فيها إن بلاده خرجت “من المأساة الوطنية، وويلات إعادة الهيكلة الاقتصادية، والاجتماعية، انطلقنا في مسار البناء، وتشييد مرحلة تلو مرحلة”. وفيما يرفع الجزائريون في مظاهراتهم شعارات ضد ارتفاع شبح البطالة، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين، يقول بوتفليقة، اليوم، إن بلاده “دحرت شبح البطالة، الذي كاد يخنق شبابنا، وأزالت إلى حد جد بعيد مظاهر البؤس، والفقر، وعمرت ربوع البلاد بآلاف المدارس، ومئات المستشفيات، وعشرات الجامعات وملايين السكنات”. خطاب بوتفليقة، الذي قرئ على المشاركين في ذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين تزامنا مع تدخل الأمن لتفريق المتظاهرين الرافضين للولاية الخامسة، لوح فيه بوتفليقة بالتحدي الأمني، الذي تواجهه بلاده بالقول: “على الصعيد الأمني يوجد عدم الاستقرار، وآفات الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في جوارنا المباشر، ويواجهها الجيش الوطني الشعبي الباسل، الذي نحييه مرة أخرى، غير أن جيشنا في حاجة إلى شعب واع، ومجند، ويقظ لكي يكون سندا ثمينا، ودرعا قويا للحفاظ على استقرار البلاد”. وفي نهاية آخر خطاباته، دعا بوتفليقة الجزائريين إلى “فضائل الاستمرارية” بما يسمح ب”بتدارك الاخفاقات الهامشية، استمرارية تسمح للجزائر بمضاعفة سرعتها في منافسة بقية الأمم في مجال الرقي والتقدم”. وفي السياق ذاته، خرج المئات من المتظاهرين في العاصمة الجزائرية احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، وذلك استجابة لنداء "حركة مواطنة"، التي دعت الجزائريين إلى الخروج في مظاهرات سلمية في هذا اليوم بالذات، الذي يصادف ذكرى تأميم المحروقات، والذي كان من المنتظر أن يدشن خلاله الرئيس بوتفليقة المطار الجديد، والمسجد الأعظم، لكن الرئاسة أعلنت، منذ يوم الخميس، أنه سيغادر البلاد، اليوم الأحد، من أجل إجراء فحوصات طبية دورية في سويسرا. وفي المقابل، لم يتمكن عبد المالك سلال، مدير حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من عقد تجمع في مدينة أدرار الجنوبية، إذ اضطر إلى إلغائه، بسبب تجمع العشرات من المواطنين أمام القاعة، حيث كان سيجتمع مع أعضاء من أحزاب الموالاة. ورفع المحتجون شعارات مناهضة للولاية الخامسة، الأمر، الذي جعل سلال يقرر إلغاء التجمع، أما عبد المجيد سيدي السعيد، أمين عام الاتحاد العام للعمال الجزائريين، فواصل تصريحاته الاستفزازية، وقال: "يجب أن نرد خير بوتفليقة، والذي لا يسدد دينه ليس رجلا!".