في وقت يدخل فيه ملف الصحراء مرحلة حرجة جديدة، بحصول هورست كوهلر، المبعوث الأممي، الضوء الأخضر من مجلس الأمن الدولي لمباشرة لقاءات ثنائية مع أطراف الملف قبل دعوتهم إلى لقاء جديد في جنيف شهر مارس المقبل؛ تحل الدبلوماسية المغربية في العاصمة الأمريكيةواشنطن، حاملة أجندة ثقيلة، تجمع بين شق ثنائي مغربي أمريكي، وآخر دولي من خلال التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”. فبشكل شبه متزامن، ينعقد حاليا بالعاصمة الأمريكية كل من الاجتماع الخاص بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، والجولة الجديدة من الحوار الاستراتيجي المغربي الأمريكي. هذا الشق الأخير، يعتبر استمرارا للتقليد الذي انطلق سنة 2012، في عهد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون. كل من وزير الخارجية والتعاون المغربي ناصر بوريطة، ونظيره الأمريكي مايك بومبيو، كانا قد اتفقا على عقد هذه الجولة بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، خلال اللقاء الذي جمعهما في 17 شتنبر الماضي. حينها كان الطرفان قد عقدا لقاء قصيرا أجريا فيه مصافحة بروتوكولية أمام الكاميرات. مياه كثيرة جرت تحت جسر العلاقات المغربية الأمريكية منذ ذلك الحين، حيث لعبت واشنطن دورا محوريا في شهر أكتوبر لفرض ضغط دولي استثنائي على أطراف نزاع الصحراء، وحملهم على الانخراط في مسار التسوية الجديد، الذي يقوده الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، بصفته مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة. مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جون بولتون، خرج بعد ذلك ليدلي بتصريحات قوية حول الموضوع، مستعجلا إنهاء نزاع الصحراء، ومستخدما لغة غير ودية تجاه المغرب. أياما قليلة قبل انتقال بوريطة إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن، كشفت تغريدة نشرها نورم كوليمان، رئيس “تحالف اليهود الجمهوريين”، المعروف اختصارا باسم RJC، قيام هذا الأخير بزيارة “رسمية” إلى المغرب. كوليمان نشر صورة جمعته بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وبرفقتهما كبار مسؤولي هذا التكتل الذي يرتبط نشاطه بالدفاع عن إسرائيل. كوليمان، الذي كان من أشد منتقدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل انتخابه رئيسا، بات يبرر تحوله إلى أحد كبار داعمي ترامب بما قدمه هذا الأخير لإسرائيل. الوجوه التي ظهرت في الصورة معروفة بحضورها القوي في مجال ال”لوبيينع”، الذي تقوم به مجموعات نافذة في واشنطن، مقابل الأموال والمواقف السياسية. في الشق الدولي من الحضور الدبلوماسي المغربي في واشنطن هذا الأسبوع، يتجسد في اجتماع الدول المكونة للتحالف الدولي ضد داعش، والتي يفوق عددها ال75 دولة. ساعات قليلة قبل انطلاق هذا الاجتماع، أفاد البيت الأبيض لبعض وسائل الإعلام الأمريكية، اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلقاء كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع. كلمة وصفها المراقبون بالمفاجئة، حيث لم يكن المشاركون يتوقعون حضورا أمريكيا يتحاوز مستوى وزير الخارجية أو نائب الرئيس. كلمة ترامب ينتظر أن يهيمن عليها قراره الانسحاب من سوريا، باعتبار أن مهمة القضاء على تنظيم داعش فيها قد انتهت بنجاح.