في الوقت الذي تكتمت فيه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي عن موقف المغرب من الدعوة الأمريكية، التي وجهت إليه للمشاركة في المؤتمر الدولي حول التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها قضية إيران، كشفت الخارجية الأمريكية عن موقف المغرب من المؤتمر المثير للجدل. وقالت الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن اللقاء، الذي جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ونظيره الأمريكي “مايك بومبيو”، تطرقا خلاله إلى المؤتمر الوزاري المقبل حول تعزيز مستقبل السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، معلنين مشاركة المغرب، والتأكيد المشترك على أن “هذا الاجتماع سيكون خطوة مهمة نحو بناء إطار أمني أقوى بالنسبة إلى هذا الجزء من العالم”. وفيما قطعت الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، في فاتح ماي الماضي، بحجة التورط الإيراني عن طريق حزب الله اللبناني، في تدريب انفصاليي “البوليساريو”، ودعمهم، عبرت واشنطن على لسان “بومبيو” في لقائه مع بوريطة، أمس، عن شكر المملكة “على جهودها الحازمة في مكافحة التأثير الإيراني المضر بالمنطقة”. يذكر أن مصادر رفيعة المستوى، كانت قد أكدت ل"اليوم 24″، قبل أيام قليلة، أن المغرب تلقى دعوة أمريكية للمشاركة في المؤتمر المنتظر انعقاده في بولندا، خلال شهر فبراير الجاري، حول التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، غير أنه لا يزال في اتصال مع أطراف عربية من أجل التشاور، وتحديد موقفه من هذا المؤتمر، وينتظر أجندته للرد على الدعوة. المصدر ذاته اعتبر أن المغرب معني بالنقاش الدائر حول التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، وله دور في الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما يفسر تلقيه هذه الدعوة الأمريكية، إلى جانب دول عربية أخرى. وأكد المصدر نفسه أن المؤتمر المرتقب في بولندا لا يتخذ قضية إيران موضوعا وحيدا للنقاش، وإنما سيناقش التهديدات، التي تحوم حول المنطقة، وأولها التهديدات الإرهابية، ثم تلك المرتبطة بالطاقة، خصوصا بعد قرار قطر الخروج من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، والتهديدات المرتبطة بالتدخلات الأجنبية في المنطقة، وهي التدخلات، التي تضم عددا من الدول، من بينها إيران. الدعوة إلى مؤتمر بولندا، التي كشفها وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، فجرت جدلا كبيرا، إذ هاجمتها إيران، التي استدعت خارجيتها، أخيرا، القائم بالأعمال في السفارة البولندية لدى طهران لإبلاغه باحتجاج بلدها على تنظيم مؤتمر، اعتبرته مناهضا لها، مشددة على أن "تنظيم هذا المؤتمر يجسد سياسة أمريكا المعادية لإيران". من جانبه، يراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" على مشاركته في مؤتمر بولندا، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تلقى دعوة من "بومبيو"، وأن مشاركته في المؤتمر، إلى جانب وزراء عرب، سيكون لها تأثير كبير على شعبيته، أشهرا قليلة، قبيل الانتخابات الإسرائيلية، المرتقبة في التاسع من شهر أبريل المقبل.