بعد حوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، مع قناة “الجزيرة” عبر برنامج “بلا حدود” الذي بُثّ في 23 من يناير الماضي، والذي كشف فيه النقاب عن مواقف وعلاقات المغرب الخارجية، بينها العلاقات المغربية السعودية، ردت الأخيرة وبطريقة غير مباشرة، عبر بث تقرير على شكل شاشة تفاعلية مصورة على قناة العربية يستعرض تاريخ الصراع في الصحراء المغربية. ويظهر الفيديو أن الصحراء كانت مستعمرة إسبانية عام 75 قبل أن تمنح الرقابة للمغرب وموريطانيا وبعد حروب بين الدولتين، انسحبت موريطانيا من المنطقة، تأسست إثرها “حركة قومية صحراوية” بدعم من الجزائر وليبيا عرفت بجبهة البوليساريو قبل أن تعلن عن إقامة “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”. واعتبرت القناة أن هذه الجمهورية تُطالب باستفتاء لتقرير المصير، وهو ما ترفضه الرباط، مع الإشارة إلى “اعتراف الأممالمتحدة بالجبهة كممثل شرعي للشعب الصحراوي”، مردفة أن “وساطات الأممالمتحدة فشلت مرارا في التوصل إلى حل في أزمة الصحراء الغربية”، وهو ما يترجم على أنه انتقاد غير مباشر للسياسة التي ينهجها المغرب حول أزمة الصحراء المغربية. المقطع الذي بثته القناة “العربية” وضع على المقاس نفسه، المغرب والبوليساريو، على اعتبار أنهما طرفا الصراع، مع وضع الجبهة في الموقع الذي “يدافع عن حقه في تقرير المصير”، ووضع المغرب في موقف معاكس، مع تكرار اسم “الجمهورية العربية الصحراوية” في عدد من المرات، بالإضافة إلى بتر الأقاليم الجنوبية من الخريطة المغربية التي كتبت عليها “الصحراء الغربية”. وكان ناصر بوريطة قد أبرز خلال حواره مع القناة القطرية “الجزيرة” عددا من النقاط المرتبطة بعلاقات الرباطبالرياض، بينها تغير موقف المغرب بشأن الصراع في اليمن بعد تغير المعطيات، وتدبير التحالف للأزمة اليمنية وتقييم الرباط للتطورات في اليمن، على حد قول بوريطة، وهو ما دفع بالمغرب إلى عدم المشاركة في المناورات الأخيرة للتحالف وغيابه عن عدد من الاجتماعات الوزارية التي عقدت حول الملف اليمني. كما تحدث بوريطة عن الجولة الأخيرة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمنطقة المغاربية، واستثناء المغرب منها، معتبرا أن هكذا زيارات تتم وفق ترتيبات ومواعيد محددة. اختيار العربية السعودية الرد على المغرب، عبر قناة “العربية”، يعكس تطورا جديدا في أزمة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي عصفت بها في الآونة الأخير عدد من المحطات، أبرزها موقف الحياد الذي تبناه المغرب تجاه حصار دول الخليج لقطر، وهو ما أغضب الرياض التي ردت عبر التصويت ضد المغرب في استضافة كأس العالم 2026، الذي فاز به الملف الثلاثي الأمريكي الكندي المكسيكي، وآخر هذه المحطات الجولة الأخيرة لابن سلمان للمنطقة المغاربية، واستثناء المغرب منها.