يواصل الرقم الهاتفي الأخضر للتبليغ عن الرشوة، الذي أطلقه رئيس مؤسسة النيابة العامة محمد عبدالنبوي، إسقاطه للمزيد من الجناة بالإدارات العمومية، وهذه المرة بمدينة تاونات، حيث اعتقلت عناصر من الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بفاس، تحت إشراف النيابة العامة، بعد زوال يوم الاثنين رجل سلطة برتبة قائد، متلبسا بتلقي رشوة بمبلغ مالي قدرته مصادر”أخبار اليوم” بعشرة آلاف درهم، وذلك عقب شكاية بالابتزاز تقدم بها ضده صاحب مطحنة لزيت الزيتون بجماعة عين عيشة بضواحي تاونات. واستنادا إلى معلومات استقتها الجريدة من مصدر قريب من الموضوع، فإن رجل السلطة المعتقل، البالغ من العمر 42 سنة، متزوج من قائدة تعمل هي الأخرى بمدينة تاونات، أحالته عناصر الشرطة صباح أول أمس الثلاثاء، في حالة اعتقال على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس، حيث نفى المتهم المنسوب إليه، على الرغم من مواجهته من قبل النيابة العامة بمبلغ الرشوة الذي حجزته الشرطة في منزله، مما اضطر معه الوكيل العام إلى إحالته على قاضي التحقيق بالغرفة الأولى، محمد الطويلب، المختص في جرائم الموال، لتعميق البحث معه، بعدما طلبت النيابة العامة مواجهة رجل السلطة بجناية “الارتشاء واستغلال النفوذ”. وأضاف المصدر ذاته، بأن رجل السلطة تشبث خلال استنطاقه ابتدائيا من قبل قاضي التحقيق بإنكاره لواقعة الارتشاء، متهما المشتكي بالتخطيط للإيقاع به والانتقام منه، قبل أن ينهار رجل السلطة عقب دخوله في حالة من الهيستيريا أرغمت قاضي التحقيق على رفع جلسة التحقيق معه، حيث حدد له جلسة ال25 من دجنبر الجاري، لمثوله أمامه واستنطاقه تفصيليا بالمنسوب إليه، قبل مواجهته بتصريحات المشتكي الذي بلّغ عنه الرقم الأخضر بواقعة ابتزازه. وبخصوص واقعة اعتقال رجل السلطة متلبسا بتلقي رشوة بمبلغ عشرة آلاف درهم، أفادت مصادر”أخبار اليوم”، بأن صاحب مطحنة لزيت الزيتون بمنطقة جبلية تسمى “عين معطوف” بضواحي جماعة عين عيشة بإقليم تاونات، تقدم منتصف الأسبوع الماضي ببلاغ للرقم الأخضر الخاص بمحاربة الرشوة، متهما قائد جماعة “عين عيشة” بابتزازه في مبلغ عشرة آلاف درهم في الأسبوع، طيلة المدة التي تعرف إقبالا كبيرا على المطحنة بعد فترة جني ثمار أشجار الزيتون ووضعها بالمطحنة، بحسب ما كشف عنه للمحققين فاضحا رجل السلطة، الذي اُتهم باستغلال نفوذه وتهديده لصاحب المطحنة بإغلاقها بتهمة تسبب نفاياتها في تلويث مياه “واد ورغة” و”واد اللبن”، واللذين يخترقان جماعة ”عين عيشة” بإقليم تاونات . فبعدما استمع المحققون لشكاية صاحب المطحنة، كلف الوكيل العام للملك بجنايات فاس، عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية، بوضع كمين لرجل السلطة بتنسيق مع المُبلّغ عنه، لضبطه متلبسا بفعل الرشوة بالسرعة والفعالية اللازمتين، حيث انتقلت عناصر من الفرقة الجهوية للشرطة القضائية من فاس إلى تاونات يوم الاثنين الأخير، وهناك، تقول مصادر الجريدة القريبة من الموضوع، التقى صاحب المطحنة بقائد جماعة “عين عيشة” بمقهى مشهورة بوسط المدينة، قبل أن ينتقلا سويا بطلب من القائد إلى منزله القريب من المقهى، حيث تمت عملية تسلمه لظرف بداخله مبلغ عشرة آلاف درهم، أعقبها تدخل سريع لعناصر الأمن بعدما تلقوا الإشارة من صاحب المطحنة، وتمكنوا من ضبط القائد متلبسا بمبلغ عشرة آلاف درهم سبق للمحققين أن قاموا بنسخ أوراقه المالية لإثبات الجريمة. هذا، وتنتظر رجل السلطة جلسة حاسمة في ال25 من الشهر الجاري بمكتب قاضي التحقيق، المختص في جرائم الأموال بجنايات فاس، لفك لغز المبلغ الذي تسلمه من صاحب إحدى مطاحن زيوت الزيتون المنتشرة بضواحي تاونات، وذلك بعدما أنكر القائد طلبه للرشوة، واعترافه بتسلمها كهدية من المُبلّغ عنه، والذي تجمعه به علاقة صداقة قديمة تعود إلى سنة 2015، عقب تعيين القائد ممثلا للسلطة المحلية بجماعة “عين عيشة”، حيث ظلا يلتقيان ويتعاملان معاملة الصديق لصديقه، بحسب ما نقلته مصادر قريبة من القائد وصاحب المطحنة، قبل أن يفاجأ كل من يعرف الطرفين بحادث اعتقال القائد بناء على تهمتي الارتشاء والابتزاز واجهه بهما صديقه، مالك مطحنة زيوت الزيتون بجماعة “عين عيشة”، والتي يرأس سلطتها المحلية القائد المعتقل، تورد مصادر الجريدة.