بعد مرور أزيد من شهرين عن دخول قانون يجرم العنف والتحرش ضد النساء في المغرب، حيز التنفيذ منتصف شهر شتنبر الماضي، اهتزت مدينة فاس على وقع حادث مثير وغير مسبوق، ضحيته امرأة متزوجة في عقدها الثالث، وبطلاه شرطي وجندي استغلا نفوذهما في قضية تتعلق بالتحرش الجنسي بسيدة متزوجة واختطافها من الشارع العام وهي برفقة زوجها. وبحسب المعلومات التي استقتها “أخبار اليوم” من مصدر قريب من الموضوع، فإن الحادث وقع مساء يوم السبت الأخير، لما كانت الضحية والتي تبدو عليها علامات الجمال، برفقة زوجها يتجولان بإحدى المجمعات التجارية المشهورة بوسط المدينة، قبل أن تفاجأ المرأة بشخصين ظلا يتبعان خطواتها وهي برفقة زوجها، حيث قاما عن بعد بمضايقتها بأقوال وإشارات وأفعال لها دلالات جنسية، مما دفع الزوجة، يضيف ذات المصدر، تطلب من بعلها مغادرة المركز التجاري، ظنا منها أنها ستتخلص من المتحرشين بها، واللذين سارعا إلى ركوب سيارة خاصة كان يقودها صديقهما، ولحقا بالزوجين وهما يترجلان في اتجاه شارع الحسن الثاني عبر ساحة “لافياط”. جرأة المتحرشين، بحسب ما نقلته مصادر الجريدة، لم تقف عند حد إرسال الإشارات والإيحاءات للشابة المتزوجة لأغراض جنسية بالشارع العام، بل عمدا إلى اللحاق بها عقب مغادرتها للمجمع التجاري القريب من ساحة “لافياط”، حيث بادرا أمام تجاهل السيدة لتصرفاتهما، إلى النزول من السيارة والإمساك بالشابة، بعد أن تمكن السائق من عرقلة مرور الزوجين وهما يهمان بقطع الطريق عبر ممر الراجلين من الساحة المقابلة لمطعم “ماكدو” نحو ملتقى شارعي الشفشاوني والحسن الثاني، وهو ما أثار غضب الزوج والذي دخل مع الشرطي وصديقه الجندي في عراك بالأيدي لتخليص زوجته من بين أيديهما، وسط حلقة من المارة تجمهروا حول هذا المشهد، قبل أن يوهمهم المتحرشان بأن الأمر يتعلق بتدخل أمني لتوقيف المرأة، وهو ما نجحا فيه بعد أن قام الجندي بمساعدة الشرطي بتصفيد الشابة وإركابها داخل السيارة، تاركين زوجها يصرخ بالشارع ولا أحد ممن تجمهروا حوله يصدقون رواية تعرض زوجته للاختطاف، بعد أن عاينوا ما يشبه تدخلا أمنيا بالشارع العام لإيقافها واقتيادها، تورد مصادر “أخبار اليوم”. لم يكن أمام الزوج سوى التوجه إلى أقرب مصلحة للشرطة بشارع محمد الخامس القريب من مكان الحادث، حيث قدم شكايته في مواجهة ثلاثة أشخاص قال إنه يجهل هويتهم، قبل أن يتمكن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة فاس، بعد مرور أزيد من 72 ساعة عن الواقعة، من الوصول إلى الشرطي واعتقاله مساء يوم الثلاثاء الماضي، وبعده صديقه الجندي وسائقهما، جرى توقيفهما صباح أول أمس الأربعاء، حيث أفادت مصادر الجريدة، بأن المحققين استعانوا بكاميرات فندق مصنف قريب من مكان اختطاف زوجة المشتكي، للتعرف على هوية مختطفيها، فيما ساعدت تصريحات الضحية في وضع الشرطة يدها على الأشخاص الثلاثة المطلوبين لديها، بعد أن قدمت أوصاف المشتبه بهما، واللذين ظلا يتحرشان بها قبل أن يقدما على اختطافها على متن سيارة ورميها بمنطقة قريبة من حي الليدو. من جهتها، أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني، مساء أول أمس الأربعاء، بلاغا كشفت فيه واقعة اختطاف امرأة متزوجة والتحرش بها من قبل رجل أمن برتبة مقدم شرطة “ع – ح”، قالت مصالح الحموشي إنه ارتكب المنسوب إليه خارج أوقات عمله، وشريكه الثاني وهو جندي “ع-ه” تابع لمصالح القوات الملكية المسلحة بجهة فاس، وسائقهما “خ- م”، حيث ينتظر أن يُحال المتهمون الثلاثة صباح اليوم الجمعة، في حالة اعتقال، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس، ومواجهتهم بتهم جنائية ثقيلة تكتسي ظروف التشديد، وذلك للاشتباه في قيامهم “بالتحرش والاختطاف بواسطة ناقلة واستغلال النفوذ”. 6