آن الأوان لنتخلص من العقدة، هذا الشعار الذي يرفعه المنتخب المغربي في مواجهته يوم غد الجمعة أمام الكاميرون، في خامس جولات الاقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، المزمع إقامتها في نفس البلد العام المقبل. عقدة تاريخية لازمت المنتخب المغربي، إذ لم يسبق له قد أن فاز على “الأسود غير المروضة” في جميع النزالات الرسمية والودية التي جمعته معه، سواء في فترته الذهبية أو في عز أزماته، إذ من أصل 11 مواجهة تاريخية جمعت المنتخبين، فاز منتخب الكاميرون في 5 مناسبات، وانتهت المباراة بالتعادل في 6 مرات. محطات تاريخية في آخر 5 مباريات بين المنتخبين، فاز المنتخب الكاميروني في ثلاثة ( واحدة منها بضرباء الجزاء)، وانتهت المباراة بالتعادل في مناسبتين اثنتين، آخر هزيمة كانت في مباراة الذهاب، بهدف دون رد، أما الهزيمة التي كانت قبلها، فقد كانت بمدينة فاس في 14 نونبر من عام 2009، بهدفين دون رد، في إحدى أسوء الفترات التي كان يمر منها “أسود الأطلس”. غير أن أبرز الهزائم التاريخية التي مني بها المغرب على يد هذا المنتخب، كانت في مناسبتين إثنتين، عندما تسبت الكاميرون في إخراجنا من منافسات عالمية، الأولى كانت سنة 1982، عندما أقصتنا من سباق التأهل لنهائيات كأس العالم في إسبانيا، عندما كان هذا المنتخب مدججا بنجوم كبار، على غرار رجي ميلا، تيوفيل أبيغا، وجون بير توكوتو، فقذ انتصر علينا ذهابا بهدفين دون رد بالقنيطرة، وإيابا بهدفين مقابل هدف واحد في العاصمة الكاميرونية ياووندي. أما المناسبة الثانية، فتتمثل في نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم سنة 1988، التي أقيمت بالمغرب وبالضبط بملعب محمد الخاس بالدار البيضاء، عندما خسر “الأسود” حينها بهدف دون رد، ويحرم من الوصول للنهائي والبحث عن ثاني لقب له في المناسبة، وهي النسخة التي توجت الكاميرون بها. رونار يحفز “الأسود” بالثأر يجمع جميع من يتابع المنتخب المغربي، أن مباراة الكاميرون ستكون مفصلية في مسار “أسود الأطلس”، فبعد فترة “التواضع” والتراجع في الأداء التي اتسم بها أداء ونتائج المنتخب المغربي في الفترة الأخيرة، يعول الناخب الوطني هيرفي رونار، كثيرا على هذه المباراة من أجل إحداث “طفرة” جديدة في مستوى المنتخب، شبيهة بطفرة إقصائيات “مونديال” 2026، والتي ساهمت فيها بشكل كبير مباراة مالي، والسداسية الشهيرة. فمباشرة بعد التعادل المخيب للآمال بميدان منتخب حزر القمر المتواضع، في رابع جولات إقصائيات هذه المجموعة، نشر رونار تدوينة له على حسابه الرسمي على “فايسبوك”، قائلا “لنرفع جميعا التحدي أمام الكاميرون، من أجل الفوز عليه للمرة الأولى في تاريخ الكرة المغربية، سنكون في حاجة ماسة إليكم في 16 من شهر نونبر”. خطاب الناخب الوطني التحفيزي، يرمي به حث الجماهير على الحضور بكثافة، وهو أيضا رسالة غير مشفرة للاعبين، من أجل تحفيزهم أكثر على الانتصار في هذا اللقاء، الذي من شأنه أن يعيد الهيبة للأسود، وأن يقربهم من التأهل، بالإضافة إلى تجاوز “مرحلة الفراغ” التي عرفها المنتخب في فترة ما بعد “المونديال”.