قالت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية إن السلطات التركية تعتقد أن جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، قد جرى التخلص منها باستعمال مادة الآسيد. ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي مقرب من التحقيقات، أن المرجح لدى سلطات بلاده أن تكون تلك العملية قد تمت، إما داخل القنصلية السعودية في إسطنبول أو في منزل القنصل الواقع على بعد نحو 200 متر من مبنى القنصلية. وأضاف أن الأدلة البيولوجية -التي حصل عليها فريق التحقيق التركي من حديقة القنصلية- تثبت أن التخلص من جثة القتيل تم في موقع مجاور لمسرح الجريمة. ولم تكن جثة خاشقجي بحاجة للدفن -وفق ما صرح به المسؤول التركي- وإن المحققين الأتراك لا يصدقون رواية السعودية بشأن إعطاء الجثة لمتعاون محلي للتخلص منها. وأضاف المسؤول التركي أن زيارة المدعي العام السعودي لإسطنبول أظهرت حاجة المسؤولين السعوديين لمعرفة الأدلة التي تملكها تركيا. وكان المدعي العام التركي في مدينة إسطنبول عرفان فيدان قد كشف أمس، عن رواية جديدة قدمتها الرياض بخصوص مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع شهر أكتوبر الماضي. وأكد المسؤول التركي، الذي التقى أول أمس الإثنين، نظيره السعودي سعود بن عبد الله المعجب، (أكد) أن هذا الأخير نفى وجود أي متعاون محلي سلمت له جثة خاشقجي، وذلك على خلاف ما سبق أن قدمته الرياض في روايتها للحادث. كما كشف المدعي العام التركي في مدينة إسطنبول، أن النائب العام السعودي سعود بن عبدالله المعجب، الذي زار تركيا أول أمس، لم يقدم أي إجابات أو نتائج ملموسة لفائدة التحقيق، رغم تعهده بالإجابة على كافة أسئلة الأتراك. وأكد المدعي العام أنه سأل نظيره السعودي عن مكان جثة خاشقجي، لكنه لم يقدم أي معطى بهذا الخصوص، كما لم يكشف عن "المتعاون المحلي" الذي قالت الرياض إنه تسلم الجثة من المتهمين بقتل خاشقجي. وبشكل رسمي أكد المدعي العام في بيان له، اليوم الأربعاء، أن خاشقجي قد قتل خنقا وجرى تقطيع جثته بعد مقتله بناء على خطة معدة مسبقا وتم التخلص منها، مؤكدا أن الصحافي السعودي قتل بخطة تم الإعداد لها بشكل مسبق. كما جدد المدعي التركي مطالبة تركيا للسعودية بتسليم الأشخاص الذين جرى اعتقالهم في الرياض، والمتهمين بالتخطيط وتنفيذ جريمة الإغتيال، في حق الصحافي جمال خاشقجي. وكان النائب العام السعودي سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب قد وصل فجر يوم الاثنين، إلى مدينة اسطنبول التركية، للمشاركة في التحقيقات الجارية في قضية الإغتيال. وفي آخر رواية لها تدعي السعودية أن عملية قتل خاشقجي قد تم التخطيط لها بشكل مسبق، وأن جثة الضحية جرى تسليمها لمتعاون محلي لم تذكر إسمه.