تسببت أدخنة مطرح النفايات العمومي الواقع جنوب شرقي مدينة آسفي، في حالة من الغضب والاحتجاج لدى أهل آسفي، بعدما وصلت هذه الروائح إلى الأحياء السكنية وسط المدينة التي لا تبعد عن المطرح المذكور بأقل من 3كلم، وهي روائح كريهة تزكم الأنوف وتتسبب في شبه حظر للتجوال طيلة انبعاثها بسبب “حرق النفايات” بشكل عشوائي في ساعات متأخرة من الليل على مدى الأسابيع الماضية وبشكل يومي. وقالت مصادر جمعوية ل”أخبار اليوم”، إن سماء الأحياء الجنوبيةلآسفي تكاد تكون دائما ملبدة بالغيوم، وعندما يكون الجو شبه حار، تفور الأزبال المخمرة، فتفوح منها روائح كريهة تجتاح كل الأمكنة، وتخترق كل الحواس، مخلفة اضطرابات على مستوى الجهاز التنفسي، فيشعر الإنسان بالدوران والغثيان، خاصة الأطفال والشيوخ والنساء الحوامل. وخرج العشرات من السكان للاحتجاج أمام مطرح النفايات العمومي صباح أول أمس الخميس، منددين بما وصفوه استهتار مسؤولي شركة “عبدة للنظافة” بالمواطنين التي تُدير تدبير المطرح العمومي في صفقة جديدة فوتت لها في الآونة الأخيرة، ورفع المحتجون لافتات تُطالب المسؤولين بالتدخل للحد من هذه الظاهرة. ولازال مشروع ترحيل مطرح النفايات العمومي متوقفا إلى حدود اليوم، بسبب ما وصفه رئيس مجموعة “عبدة للنظافة” بعدم وجود مؤونة كافية، لكن رئيس المجموعة ذاته سبق وصرح أنه سيتم تهيئة مساحة المطرح الحالي، التي تقدر ب32 هكتارا، موضحا أنه مع بداية الأشغال، سيتم الشروع في العمل على إغلاق المطرح المذكور، الذي عمر ما يقارب 35 سنة على مراحل متتالية، لمدة 12 شهرا. ورصدت وزارة البيئة ميزانية 340 مليون درهم لإنجاز الشطر الأول من المشروع، مضيفا “أن هذه الخطوة محمودة وستحد نسبيا من آثار التلوث البيئي الناتج عن تخمر واحتراق النفايات ومواد أخرى مجهولة تجمع من كافة أنحاء الإقليم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه العملية تتطلب إعادة تهيئة هذا المطرح بطرق تقنية عالية واحترافية على مستوى الجمع والنقل والمعالجة، من أجل حماية الأنظمة البيئية من تربة ومياه جوفية وغطاء نباتي وهواء، وكذا حماية الصحة العمومية، وذكر رئيس المجموعة بأن وزارة الداخلية تقدم دعما ماليا لكل جماعة استطاعت أن تغلق مطرحا عشوائيا وتعوضه بآخر يحترم البيئة، مشترطة مقابل الدعم المالي أن يكون المطرح مشتركا ما بين الجماعات الثلاث وهو ما تم بالفعل.