لا تزال التصريحات، التي أدلى بها القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة في حكومة سعد الدين العثماني، والتي هاجم فيها حزب العدالة والتنمية، (لاتزال) تثير تفاعلات، وتراشقات بين قيادات الحزبين، المنتميين إلى الأغلبية الحكومية. وبعد المواقف، التي عبر عنها سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والتي هاجم من خلالها حزب التجمع الوطني للأحرار، مستغربا مهاجمة الطالبي للمصباح، مع تمسك حزبه بالمشاركة في حكومة العثماني، خرج مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي ل”الحمامة” برد قوي دفاعا عن زميله في الحزب. وأكد بايتاس أن تصريحات الطالبي العلمي لا تتعارض مع ميثاق الأغلبية الحكومية، ولا تدخل في إطاره، معتبرا أن وجود الأحرار في الحكومة جاء بقرار سيادي لهذه الهيأة، و”وفقا لميزان القوة”، وليس صدقة من حزب العدالة والتنمية، وأن قيادات هذا الأخير ليست هي من تقرر في استمرار الأحرار في الحكومة أم الانسحاب منها، لأن “”تشكيل الحكومات والأغلبيات (..) له أعراف دستورية، ومساطر سياسية خاصة”، حسب تعبيره. بايتاس اعتبر أن “اشتباك” العمراني والطالبي العلمي أمر حيوي، داعيا إلى مواجهة بين الحزبين على حلبة مكشوفة أمام المغاربة، حسب تعبيره، مضيفا “فقد ولى بدون رجعة زمن الطرق السياسية السيارة بدون محطات أداء، ولكل دفع منكم تعقيب منا يليق به وبمصدره”. القيادي التجمعي رد على كلام العمراني حول وقوف الأحرار وراء “البلوكاج”، وعرقلة تشكيل حكومة عبد الإله بن كيران بالتذكير بأن حزبه “أنقذ” حكومة الأمين العام السابق للمصباح من السقوط بعد انسحاب الاستقلال، عام 2013، وأنها سهلت ترميم الحكومة حينها، مضيفا أن الأحرار يحتفظون بعلاقات ود، واحترام مع باقي الفرقاء السياسيين، وذلك ما أسهم في إنجاح حكومة التناوب التوافقي، التي قادها عبد الرحمان اليوسفي. ورفض بايتاس تحميل الأحرار مسؤولية “البلوكاج”، معتبرا أن المفاوضات كانت جارية بناء على قواعد “اللعبة الديمقراطية، التي طوق ابن كيران بها نفسه (..) في إطار حقوقه السياسية، واختياراته، وتشبثه بحزب حليف لم يحصل إلا على عدد قليل، وفضله بمنحه عددا من الحقائب، تفوق عدد الحقائب، التي حصل عليها حزبان آخران، على الرغم من أنهما يتوفران على مقاعد برلمانية أكثر منه بكثير، وذلك في إشارة إلى حزب التقدم والاشتراكية.