تستعد مدينة الناظور لاستضافة هولندا كضيف شرف للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، وسط توتر شديد للعلاقات المغربية الهولندية بسبب “حراك الريف”، ومخاوف من أن يرخي التوتر الدبلوماسي على الحضور الثقافي لهولندا في المهرجان. وفي ذات السياق، خرج رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، منظم المهرجان، بتدوينة يطمئن فيها مترقبي هذه الدورة بحضور الضيف الهولندي رغم التوتر السياسي، معتبرا أنه لا مجال لإلغاء المهرجان، معتبرا أن الثقافة هي “المادة التي تلين مفاصل السياسة عندما تصاب بأزمة”. ورغم رسالة الاطمئنان التي حاول عبد السلام بوطيب، رئيس المهرجان، أن يبعثها للهولنديين، بدعوى فصل الثقافة عن التأثر بالسياسة، إلا أنه تدوينته حملت رسالة للهولنديين، معتبرا أن “مواقف الخارجية الهولاندية من ملف ما أصبح يعرف بحراك الريف موافق سطحية، متسرعة، وفيها كثير من الخفة، والخفة أم المحرمات في العلاقات الديبلوماسية”. وأضاف بوطيب أنه كان من الضروري على الدبلوماسيين الهولنديين أن يثقوا في القضاء المغربي “والانتظار إلي أن يستنفذ المسلسل القضائي مساره، وكان من الضروري الثقة في الذكاء الجماعي للمغاربة وانتظار مساعينا نحن الحقوقيين المغاربة، وهي مساعي يتفاعل معها قائد البلاد بإيجابية، وكان من ضروري انتظار انتهاء المساعي السياسية الداخلية لحل الملف حلا عادلا دون المس بجوهر القوانين، ذلك أن ضحايا الملف متعددون ولا يمكن من الزاوية الحقوقية التمييز فيهم”. وعلى مقربة من انطلاق مهرجانه، شدد بوطيب على أن المغرب وطن يتسع للجميع، مضيفا أنه “عندما نريد أن نقول لا فسنقولها بذكاء يحترم مجهودات هذا الشعب من أجل ديمقراطيته”. ومن المرتقب أن تنطلق فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور يوم 6 أكتوبر المقبل، على أن تمتد إلى غاية الحادي عشر منه، حيث ينتظر أن ستتوزع فعالياته على أكثر من مؤسسة ثقافية وتعليمية وأكاديمية بالمدينة، ببرمجة سينمائية تحتفي ببناء المشترك الإنساني.