اعترف الاتحاد الأوربي، رسميا، بأن المغرب أصبح يعيش تحت ضغط الهجرة السرية القادمة من إفريقيا جنوب الصحراء بعد إغلاق البوابة البحرية الليبية الإيطالية، الشيء الذي يفسر الارتفاع الصاروخي لعدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إسبانيا انطلاقا من سواحل المملكة. لهذا توعد بصرف الدعم المخصص للمغرب في القريب العاجل والعمل على الرفع منه في الخريف المقبل وسنة 1919. في المقابل، خرجت الحكومة المغربية عن صمتها بعد وصول آلاف المهاجرين إلى إسبانيا انطلاقا من المملكة في منذ يناير الماضي، منتقدة، ضمنيا، ضعف المساعدات المالية الأوروبية، بالتأكيد على أنها "لا ترقى إلى حجم المجهود والتضحيات المبذولة" من قبل المغرب. المفوض الأوروبي للهجرة، ديميتريس أفراموبولوس، كشف يوم أمس الجمعة، في حوار مع صحيفة "إلباييس" بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها إلى مدريد في ظل وصول آلاف المهاجرين إلى إسبانية انطلاقا من المغرب؛ أن "إسبانيا لا يجب أن تشعر أن الاتحاد الأوروبي تخلى عنها"، لكن "المغرب أيضا يوجد تحت الضغط"، وأردف قائلا: "أتفهم إحساس الحكومة المغربية". وأوضح، كذلك، قائلا: "إسبانيا هي البلد الذي نصحنا بأن نحمل وضع (الهجرة بين المملكتين) محمل الجد، ونعتزم دعم المغرب". من جهته، أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، يوم أول أمس الخميس بالرباط، أنه "منذ النقاش الذي بدأ السنة الماضية مع زيارة المفوض الأوروبي، فإن هناك حاجة ملحة لتعاون قوي يقع فيه تحمل المسؤولية بكيفية مشتركة حتى يكون هناك دعم في مستوى المجهود المبذول من طرف بلدنا". الخلفي عبر بشكل واضح عما روج مؤخرا بخصوص غضب المغرب بسبب ضعف وتأخر صرف الدعم الأوروبي قائلا: "نحن كبلد نقدم تضحيات جسيمة لوحدنا وبإمكانياتنا، أما الأرقام المتداولة على مستوى الدعم فهي لا ترقى إلى حجم المجهود والتضحيات المبذولة". ديميتريس أفراموبولوس شاطر تقريبا الخلفي الرأي بالتأكيد على أن "المغرب يحتاج إلى دعم إضافي ونعتزم صرفه قريبا جدا"، مشيرا إلى أنه زار المغرب في ماي ويوليوز الماضيين، والتزم ب"تقديم 55 مليون أورو بهدف دعم خفر السواحل في المغرب وتونس". وأضاف قائلا: "غير أننا نعلم أنه (المغرب) يحتاج إلى المزيد من الدعم. لهذا التزمنا برفع التمويل في هذا الخريف ومرة أخرى في 2019". وفي الظل تفسر بعض وسائل الإعلام الإسبانية ارتفاع عدد المهاجرين بتخفيف المغرب للمراقبة الأمنية على طول سواحله، وكشف الخلفي أن "عدد محاولات الهجرة التي تم إحباطها ارتفع بالضعف مقارنة بالسنوات الماضية"، مبرزا أن "عدد محاولات الهجرة التي كان يتم إحباطها تقدر في حدود 32 ألف حالة، بينما تم السنة الماضية تسجيل إحباط أزيد من 65 ألف محاولة للهجرة السرية ". فيما أوضحت أرقام إسبانية قدمتها صحيفة "إلموندو" أن البحرية المغربية تمكنت السنة الجارية من إنقاذ 16.6 في المائة من المهاجرين في عرض مضيق جبل طارق، فيما تمكنت البحرية الإسبانية من إنقاذ البقية. وبلغ عدد الذين أنقذهم المغرب 3825 مهاجرا مقابل إنقاذ 19043 شخصا من قبل إسبانيا.